لحن الزعفران
المحتويات
شوفتي أنا بتعب أزاى علشانك.
أبتسم ثغرها بخفة وهتفت برقة عمران.
ألتمعت عيناه بالحب والشغف ليقول نعم ياقلب عمران.
رفعت يديها تلمس وجهه لتمررها على ذقنه النابته قائلة
ممكن أطلب منك طلب صغير خالص مش هتتعب فيه.
تحدث عمران بهدوء قائلا ده أنتى تأمريني ياملكة قلبي.
أقتربت منه أكثر ثم قالت برقة ممكن ننزل نتمشى شوية.
حبيبتي أنتى بتهزرى صح الساعة دلوقتى ٣ونص والفجر قرب يأذن وغير أن الجو برا برد جدا وممكن تبردى.
إمسكت يديها وأخذت تتوسل إليه
علشان خاطري أنت بكرا أجازة من الشغل وموركش حاجة يلا بقا ... يلا يلا يلا علشان خاطر فيروزتك.
أمسكها برفق من كفها الناعم ليقول بهيام
قفزت بسعادة وهى تضمه بحب ثم أبتعدت عنه وهى تهرول إلى الخارج بحياء فذهب خلفها وهو يشعر بالسعادة من أجلها فقد أستطاع أن يجعلها تخرج مما كانت فيه..
فى إحدى الشوارع كانت تلهو وتركض مثل الأطفال الصغار تحت المطر المنهمر بشدة فهى مثل الفراشة الطائرة فى الهواء الطلق أخذت تضحك بصوت عال وهى تمسك بيديه ليدور بها بسعادة لا يعرف لها مثيل
أنا نفسي أغني بصوت عالى ونرقص أنا وأنت تحت المطر.
ضمھا إليه ونظر إلى فيروزتها اللامعة ليقول بأبتسامة
لا عايزة تغني غني وأنتى فى حضڼي مش عايز حد يسمع صوتك الجميل غيري أنا.
دفعته بعيدا عنها لتقول بتذمر بس أنا عايزة أغني بصوت عالى.
جذبها من معصمها برفق ثم قال
خلاص يلا نروح وهناك غني براحتك مش هقولك لا.
أومأ لها فبتدأ أن تتغنى وتتمايل على نغمات صوتها فرفعها إليه أخذ ينظر إليها بسعادة وحب ليدور بها تحت مياه المطر فأطلقت ضحكة رنانة جعلت دقات قلبه تقذف فرحا..
ضمھا أكثر لصدره يأتيها همسه المنعش لها وكأنه الحياة قائلا
أبتعدت برأسها قليلا إلى الخلف لتنظر إليه بعينيها المشرقتان اللامعتان بسعادة لا توصف ورفعت كف يديها الصغير لتتحسس تقاسيم وجهه ثم أقتربت أكثر وهمست بجانب وجنتيه قائلة بحب
دن منها ثم استند بجبينه على جبينها وقال بحب
حفظك الله لى أيتها الصغيرة ...وأوعدك بأني سأكون الرجل الذي تمنيته دوما...بحبك يازهرة ربيعي.
الخاتمة الثانية
فى بداية يوم جديد كانت جالسة فى الشرفة على تلك الارجوحة تتأمل حبيبات المطر المتساقطة تحتسي فنجانا من القهوة بمزاج راق ليقطع هذة اللحظة من الانسجام صوت رنة هاتفها فالتفتت يمينها لترى من المتصل ليبتسم ثغرها بخفة عندما علمت من هو فأستجابت لنداء المتصل الذى أتاها صوته الهادئ قائلا
ملاكي الوحيد
وحشتيني.
دا بجد ولا بتضحك عليا أصل بالعقل كدا أنت يدوبك بقالك ساعتين سايب البيت فأكيد مش هلحق أوحشك.
أجابها عمران بأبتسامة خفيفة
حبيبتي اللى أنتي متعرفهوش أنك وأنتي معايا بتوحشيني أصلا فخليكي واثقة فى مقدر حبي ليكي لأنك أغلي ما عندي.
أنت الوحيد اللى واثقة من حبه ليا ياعمران بجد أنا من غيرك ببقى ضايعة وضعيفه أنت مصدر قوتي.
أنا عيزك على طول قوية يافيروزة حتى لو مش موجود جنبك مش عايز حاجة تهدك أو تخليكي خاېفة وضعيفه لأنك فى الأصل جواكي قوة محدش يمتلكها وخلال الفترة اللى فاتت ماشوفتش فيكي غير العزيمة والارادة فانك تتخطي كل اللى حصلك من رغم أن لو واحدة غيرك كان زمانها مدمرة ولسه فى حالة الاڼهيار لكنك مختلفة عن كل البنات أنتى طول عمرك مميزة يافيروزتي.
أردفت فيروزة بصوت هادئ
لكنك أنت كنت السبب الاساسي فى أني أتجاوز المرحلة دي من عمري حبك كان السبب الاقوي فى أني اتعافى وارجع زي ما كنت فى الاول ويمكن أحسن
كمان بجد أنا مش عارفة اردلك جمايلك اللى عملتها ازاى ف أى حاجة هتطلبها مني هعملهالك على طول من غير تفكير.
عمران مفيش بنا الكلام دا يافيروزة دا كان واجبي ناحيتك وبعدين ياستي لو مصرة أعمليلي أكل من أيدك الحلوة.
هتفت فيروزة بخفة بس كدا دا أنت تؤمر ياعموره بس أبقى هات سفيان يقضي اليوم معانا.
حاضر من عنيا..وفى هذا الاثناء دلف إليه عامر الذي قال عمران فاضي ولا مشغول.
هتفت فيروزة بلهفة بابا...
اه.
الټفت الأخر ببصره نحوه ليقول بهدوء وهو يشير إليه بالجلوس أتفضل ياسيادة اللواء. ثم هتف إلى فيروزة قائلا بهمس حبيبتي أنا مضطر اقفل دلوقتى.
أجابته بصوت ممزوج ببعض من الحزن متتأخرش عليا.
متقلقيش مش هتأخر.
أغلقت الهاتف معه وولجت إلى المطبخ لتعد وليمة من الطعام الشهي ثم أخرجت بعض الخضروات واللحوم من الثلاجة وبدأت بالطبخ بكل مهارة فهذة غايتها المحببة.
بعد مرور أكثر من ٣ ساعات فى قصر عمران كانت والدته تتحدث قائلة أنت هتاخد ابنك على فين.
هبط من على درجات السلم وهو يمسك بيد ابنه قائلا بأبتسامة رايحين مشوار مهم أنا وبطلي مش كدا ياسفيان.
رفع الصغير رأسه نحو جدته ليقول بحماس
طبعا مشوار مهم جدا.
نظرت إليهم الأخرى نفسي أعرف مشاوير ايه اللى بقالكم فترة بتروحوها دى وكل لما أسألكم تقولى مشوار مهم.
دن منها عمران ليقبل مقدمة رأسها
اوعدك ياأمي فى أقرب وقت هقولك على كل حاجة.
أطلقت تنهيدة هادئة ثم قالت بحنان
ماشى ياحبيبي زي ما تحبوا بس خلى بالك من ابنك ومن نفسك ومتنساش تخلى البيه الصغير يلبس الجاكت بتاعه لان الجو برا برد.
حاضر ياأمي.
جاءت روفيدة راكضه من غرفة الصالون تصيح بصوت عال أستني يا أبيه عيزاك فى موضوع.
الټفت برأسه نحوها متسائلا نعم يافوفة هانم عايزة ايه.
أمسكت بيديه بعد نظرت إليه راجية
ممكن لما ترجع من برا تجبلي شوية طلبات صغيرة.
قرص أرنبة أنفها ليقول بمرح
وياتري طلباتك ايه المرادي ياست فوفة يارب ميكنش حاجة مش موجودة فى تاريخ البشرية أصل أنا عرفك بتطلبي حاجات صعب نلقيها.
لا متقلقش أنا عايزة شوية حاجات للتسالي مش أكتر بس يكونوا كتير يعني مثلا تجبلي ٣٠ شوكولاتية من النوع الكبير ١٥ كيس شيبسي وتجبلي كمان شوية حلويات بص هات أي حاجة حلوة تقابلك.
بينما عمران كان ينظر إليها بذهول ثواني بس هو انتي هتاكلي كل دا لوحدك.
ايوة أومال أنت فاكر ان فى حد يقدر بس يقرب من الحاجات بتاعتي دا أنا كنت كلته
عمران أه هو انتي هتقوليلي .
هتفت روفيدة بتذمر هتجيب ولا لأ.
حاضر هجبلك بس متجيش بعد كدا تقوليلي الحقني ياعمران أنا تعبانه بمۏت.
جاءهم صوت سفيان الصغير قائلا ماهى ھتموت من كتر الطفاسة يابابي.
تحدث عمران پحده سفيان عيب دى عمتك ومينفعش تقول
عليها كدا.
هتفت والدته التى كانت تبتسم بخفة على حديث حفيدها سيبه ياعمران الواد عنده حق هو مغلطش فى حاجة.
نظرت إليها روفيدة بضيق قائلة ماما حضرتك بتقفي فى صف ابن أبنك وبتنصريه عليا.
ايوة اذا كان عجبك وبعدين يلا ياعمران علشان متتأخرش على مشوارك .
ماشى ياست الكل مش عايزة حاجة اجبهالك.
عايزة سلامتك ياحبيبي.
كانت صاحبة الشعر الذهبي واقفة أمام المرآة تعدل هيئتها بعد ما مشطت شعرها ثم أخذت تنظر إلي نفسها بأعجاب شديد فأنها رائعة للغاية بتلك الملامح الهادئة
ثم اتجهت إلى الصالة لتلقي نظرة سريعة على الطعام المغطى الذى وضعته منذ دقائق على السفرة ولكنها التفتت ببصرها تنظر إلى ساعة الحائط خلفها لتجده التوقيت فى الساعة ٨٣٠ مساءا مرت بضع لحظات لتسمع صوت تكة المفتاح فى الباب حينها نبض قلبها على أثر ذلك تنفست بهدوء وهى تنظر أتجاه الباب بلهفة لتجد سفيان يركض نحوها أبتسمت بخفة بعد ما ضمته إليها بحب ثم قالت وحشتني أوي ياسفيان.
أبتعدت عنه قليلا وهى تقبل وجنتيه الصغيرة بينما هو قال برقة طفولية وأنتي كمان وحشتي سفيان اوي اوي.
ياروحي أنت بس ايه كل الحلاوة دي طالع زي القمر.
سفيان أنا طول عمري قمر أصلا.
ضحكت فيروزة بخفة وهى تقول طبعا
لكن ياتري أنت طالع قمر كدا لمين.
أتاها صوت عمران الذى كان يحمل باقة ورد بيديه ليعطيها أياه قائلا بمرح أكيد يافيروزتي طالع لابوه ولا أنتي عندك رأى تاني غير ده.
نظرت إليه بعيون لامعه فأبتسمت بحياء لا معنديش رأى تاني غير رأيك.
طب ايه مش ناوية تاكلينا.
لا طبعا الأكل جاهز على السفرة أنا عملتلكم كل الأنواع اللى بتحبوها.
هتف الصغير بسعادة بجد يعني أنتي عملتيلي مكرونة بالبشاميل وبانيه وسجق.
مسدت على شعره بحنان ايوة ياحبيبي .
عمران طب وأنا ولا عملتي لسفيان بس.
عملت ليك حمام ومحشى وطاجن بامية وكفته.
نظر إليها پصدمة
ليقول أنتي بتتكلمي بجد ولا بتهزري.
والله بتكلم بجد وبعدين لو مش مصدقني تعال شيل الغطاء من على الأطباق وانت تعرف بنفسك أني بتكلم بجد..
طبعا مصدقك ياحب.
بعد ساعة كان يقف على مرحاض المطبخ يغسل الأطباق بكل نغم بينما هى كانت تنظر إليه بحب فأتاها صوته السعيد بجد تسلم أيدك الاكل كان تحفه.
بألف هنا ياروحي...
أتجهت نحو الفرن لتخرج منه الكيكة لتضع عليها صوص الشوكولاته ثم وضعتها فى الأطباق بينما الأخر قام بملئ الأكواب بعصير البرتقال المحببة لديهم حينها حمل الصينية الخشبية المحملة بتلك الأشياء ليتجهوا بها إلى الخارج لتبدأ سهرة أسرية سعيدة فى جو دافئ وهادئ يستمعون لمسرحية العيال كبرت ليسود هذا الجو ضحكات فرحة نابعة من القلب.
فى قصر الراشدي
كان عامر يجلس فى الحديقة شاردا فى تلك الأوراق المتساقطة من أغصان الشجر فأتى إليه أدم الذى جلس مقابلة فانتبه الأخر لوجوده معه ليتسال بلهفة
قولي عملت ايه عرفت حاجة عنها.
اردف أدم بيأس للأسف يابابا معرفتش أى حاجة عنها عملت كل اللى أقدر عليه حتى اصحابي اللى كنت مكلفهم يدوره عليها مجبوليش أى خبر يخصها مش عارف بس هتكون راحت فين.
زفر عامر بضيق وهو ينهض من مكانه ليقول بأرهاق
يعني ايه يعني أنا كدا بنتي ضاعت مني ومش هشوفها تاني.
نظر إليه أدم بحزن ليقول بهدوء
إن شاء الله هنلاقيها يابابا بس حضرتك أهدى وكل حاجة هتبقى كويسة.
الټفت الأخر ببصره نحوه وهو يضع يديه على صدره المټألمأهدي ازاى وأختك معرفش حاجة عنها خاېف ليكون حد اذاها مش هستحمل لو جرالها حاجة ياأدم أنا مابقتش قادر استحمل غيابها عني أكتر من كدا ليه محدش فيكم حاسس پالنار اللى جوايا.
لم يلبث قليلا ليشعر بأختناق شديد يتملك
متابعة القراءة