عهد يمين
المحتويات
المطاعم يضحك ويمزح معهم ولم يشعر بياسر الذى كان يراقبه والشرر يتطاير من عينيه بعد مرور بعض الوقت غادر ممدوح واستقل دراجته الناريه ليعود إلى منزله وبالفعل وصل إلى شقته التى يعيش بها بمفرده بعيدا عن عائلته ودخل إليها وهو يدندن وتوجه إلى غرفه نومه وفجأه انقطعت الكهرباء فزفر بضيق وقال
أوف إيه اللى قطع الكهربه دلوقتى بس
فى صباح اليوم التالى كانت تجلس نوال بجانب يامن تطمئن عليه وكان ينظر لهما مدحت كان الصمت هو سيد الموقف قبل أن يقطع هذا الصمت مدحت وهو يقول
ابتسم له يامن وقال بخفوت
الله يسلمك ...صحيح فين ياسر
ابتسم له مدحت وقال
راح يوصل طنط راويه وجاى تانى بس أنا بصراحه مشوفتش زيكم أبدا.
نظر يامن نظره تدل على عدم فهم ما يرمى إليه ليستكمل مدحت قائلا
أخين من الأب بس ومع ذلك أنتم الأثنين ورثتم نفس فصيله أبوكم النادره o سالب.
وأنت عرفت منين الحكايه دى
أنت كنت محتاج ډم وياسر اتبرعلك لأن أنت وهو ليكم نفس فصيله الډم.
فى هذه الأثناء دلف ياسر إلى الغرفه ونظر إلى يامن وقال
أخبارك إيه دلوقتى يا يامن
أنا هروح أجيبلكم عصير وأجى
قالتها نوال وهى تخرج من الغرفه ... استغل يامن الفرصه وأخرج الجريده التى أخذها من الممرضه فى الصباح ثم وجه حديثه لياسر قائلا
تظاهر ياسر بعدم فهم ما يرمى إليه يامن وقال وهو يحاول أن يبدو هادئا
عملت إيه مش فاهم!
قال يامن وهو يقوم بإعطائه الجريده
فى خبر فى الجريده بيقول أن ممدوح ابن رجل الأعمال توفيق صبري اتعرض للضړب فى شقته اللى هو عايش فيها بعيد عن
أهله والفاعل مجهول ... أنا دلوقتى بسألك أنت اللى ضړبته صح
نظر ياسر للخبر فى الجريده ثم أعاد نظره إلى يامن مره أخرى وقال
ضحك يامن بشده على أفعال شقيقه المجنونه والجريئه فى نفس الوقت فهو لا يصدق أن ياسر أوسع ممدوح ضړبا داخل منزله دون أن يترك خلفه دليل أو اثبات يدل على أنه الفاعل ... صحيح أن ممدوح لم يرى وجه ياسر ولكنه يعرف جيدا أنه هو الفاعل ولكن لن يتمكن من اثبات هذا الأمر... ابتسم يامن وقال
ضحك ياسر بشده وقال
أنت لو تشوف شكله وأنا بضربه امبارح كان عامل ازاى هتقول عليه بطه بلدى.
ضحك يامن ومدحت بشده عندما تخيلا هذا الأمر يحدث أمامهما وقال مدحت
خلاص يا جماعه اقفلوا السيره دى بقى.
مر عامين على هذه الحاډثه تغير خلالهما الكثير من الأشياء تخرج ياسر ويامن من الجامعه وبعد مده طويله من البحث حصل كلا منهما على وظيفه قلت المشاحنات بين راويه ونوال كثيرا عن الفترات السابقه .
فى أحد الأيام فى منزل ياسر عندما كان يستعد لمغادره المنزل قالت له راويه
متخرجشى النهارده يا ياسر خالتك هتيجى عندنا وفى شويه طلبات لازم تروح تشتريها.
خالته قادمه لم تزورهم منذ وقت طويل ترى هل هى قادمه لأنها تريد ذلك أم أن والدته ألحت عليها لتأتى ... الټفت ياسر إلى والدته وقال
مش هينفع خالص يا ماما ورايا مشوار مهم أنا هنزل عند عم ماجد أقوله على الطلبات وهو هيبعتهملك وأنا هرجع البيت قبل ما يوصلوا.
أمائت راويه وقالت
المهم تكون فى البيت قبل ما يوصلوا.
تمام.
قالها ياسر وهو يغادر ... بعد مرور عده ساعات حضرت ولاء شقيقه راويه برفقه ابنتها الكبرى رحمه وابنها عادل ورحبت بهم راويه وهى تقول
ازيك يا ولاء أخبارك ايه يا حبيبتى.
الحمد لله كويسين ياريتك يا راويه تسمعى كلامى وتيجى تعيشى معانا فى البلد ونكون جنب بعض.
قالتها ولاء وهى تبتسم لراويه بادلتها راويه الابتسامه وقالت
مش هينفع لأن ياسر متعود على المكان هنا ومش عايز يسيبه.
أردفت ولاء بتهكم
متعود على المكان ولا عايز يفضل مع ولاد نوال
قامت راويه بتغيير مجرى الحديث وقالت وهى تنظر إلى رحمه
بسم الله ماشاء الله كبرتى يا رحمه وبقيتى زى القمر.
ابتسمت لها رحمه ... نظرت ولاء حولها عده مرات قبل أن تقول
صحيح ياسر فين أنا مش شايفاه
فى هذه اللحظه دلف ياسر إلى المنزل ورحب بولاء وعادل ورحمه وقامت راويه بوضع الطعام على المائده وتناولوا الطعام وبعدها جلست راويه بمفردها مع ولاء
وقالت
بصراحه فى موضوع كنت عايزه أفاتحك فيه من زمان بس استنيت لما ياسر يتخرج ويشتغل والحمد لله هو بقاله سنتين بيشتغل.
ترى هل ما تفكر به صحيح هل شقيقتها تريد أن تحدثها فى أمر ياسر ورحمه كما تتوقع ابتلعت ريقها بصعوبه وقالت
موضوع إيه اللى عايزه تفاتحينى فيه يا راويه
أنا عايزه أخطب رحمه لياسر.
قالتها راويه صراحه وبدون أى مقدمات ... ظهرت علامات الذهول على وجه ولاء وظلت صامته مما دفع راويه لسؤلها قائله
قولتى إيه يا ولاء
بعد دقيقه من الصمت أجابتها ولاء قائله
الفصل_الخامس
الحياة تستمر ولا تتوقف عند أحد تمر بأفراحها وأوجاعها لا شىء يستمر فى هذه الحياة فالأفراح تنقضى والأوجاع تنقضى ونبقى نحن فى المنتصف نعيشها بحلوها ومرها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
لا تعرف لما أصبح لسانها ثقيلا وكأنها تفاجأت من عرض راويه ... كانت تتمنى دائما وتنتظر أن يأتى اليوم الذى تتزوج فيه رحمه من ياسر فرحمه فى النهايه ابنتها الوحيده وهى لن تطمئن عليها إلا عندما تتزوج ياسر فهو ابن شقيقتها وأيضا تعتبره ابنها .
أخيرا تحقق حلمها وبعد طول انتظار شقيقتها تخبرها بكل صراحه بأنها تريد هذا أيضا .
تظاهرت ولاء بأنها تفاجأت وقالت وهى تنظر لراويه
أنا بصراحه اتفاجأت من كلامك يا راويه بس أنا مش هلاقى أحسن من ياسر لبنتى رحمه.
وأخيرا سيأتى اليوم الذى تتمناه كل أم وتتمناه راويه أيضا وهو أن تفرح بفلذه كبدها وابنها ياسر .
كانت تبتسم بشده ولكنها تذكرت أهم شىء وهو موافقه رحمه ... كيف غفلت عن هذا الأمر هل يمكن أن ترفض رحمه الزواج من ياسر
فهمت ولاء من نظرات شقيقتها ما يدور فى رأسها فنظرت لها وقالت
متقلقيش يا راويه رحمه مستحيل ترفض هى عمرها ما خالفت كلامى وعلى العموم أنا هتكلم معاها لما نروح.
انتهت الزياره وعادت ولاء برفقه رحمه وعادل إلى منزلهم ... جلست ولاء مع رحمه لتتحدث معها كما اتفقت مع راويه وأخبرتها بأنها تريد أن تحدثها فى أمر هام ولا يمكن تأجيله ... سألتها رحمه وقد
بدأت تشعر بالقلق بعض الشىء
خير يا ماما موضوع إيه اللى عايزه تتكلمى معايا فيه
ابتسمت
ولاء وأمسكت بكف رحمه وقالت
فى عريس متقدملك وأنا موافقه عليه.
وقع كلام ولاء على رحمه كالصاعقه وظهرت الصدمه على وجهها ولاحظت ولاء ذلك مما دفعها لسؤلها
مالك اتخضيتى كده لما سمعتى كلامى!
ظهر علامات الخرف والإرتباك على وجه رحمه والدتها تخبرها بوجود من يريد خطبتها وأيضا موافقه عليه ... ماذا ستفعل الآن سألتها بتوجس
العريس ده يبقى مين
لاحظت ولاء توتر رحمه بعض الشىء ولكنها اعتقدت أن هذا أمرا طبيعيا وبدون أى مقدمات قالت
ياسر ابن خالتك وطبعا مش هنلاقى أحسن منه عشان كده أنا قولت لخالتك راويه أننا موافقين.
صاحت رحمه قائله بانفعال
بس أنا مش موافقه على الموضوع ده.
هنا بدأ الشك يلعب فى رأس ولاء لماذا ترفض ابنتها الزواج بهذه الطريقه ودون أن تحاول التفكير فى الأمر لابد أن هناك سبب ويجب عليها معرفته ... نظرت إليها بحنق وقالت
ليه بقى إن شاء الله أنت فى حد تانى فى دماغك واوعى تقولى لا عشان مش ممكن يكون فى سبب تانى يخليكى ترفضى ياسر غير السبب ده.
وجدت رحمه أنه لا مفر من هذا المأزق سوى إخبار والدتها بالحقيقه فأخفضت رأسها وقالت
كلامك صح فعلا فى حد تانى فى دماغى.
أجفلت ولاء عينيها وحدقت إليها قائله
ويطلع مين ده.
أردفت رحمه بنبره مليئه بالخۏف
يامن.
نظرت لها ولاء پصدمه لا تصدق ما سمعته وقالت
أنت قصدك على يامن أخو ياسر
أجابتها رحمه بتوجس
أيوه.
عند هذه النقطه اڼفجرت ولاء فى وجه ابنتها بالصړاخ كيف تفكر بهذه الطريقه من بين كل الرجال ألم تجد غير ابن نوال لتحبه ... قالت وهى تصرخ فى وجهها
أنت اتجننتى ولا جرا لعقلك حاجه أنت مفكره أنى هوافق على المهزله دى استحاله طبعا ده على جثتى.
أخذت رحمه تبكى ونظرت إلى والدتها قائله
بس يا ماما.
قاطعتها ولاء قائله بسخط
اخرسى خالص أنت دلوقتى هتكلمى خالتك راويه وهتقوليلها أننا موافقين.
نظرت لها رحمه پصدمه ولكن لم تعيرها ولاء أى اهتمام واستكملت قائله
ولو معملتيش كده دلوقتى لا أنت بنتى ولا أعرفك وقلبى وربى غضبانين عليك ليوم الدين.
فعلت رحمه ما أرادت منها ولاء بالظبط واتصلت براويه وأخبرتها أنها موافقه على الزواج من ياسر ... اتفقت راويه مع ولاء أن الخطبه ستكون نهايه الأسبوع
نظر ياسر إلى والدته والصدمه تكسو ملامح وجهه لا يصدق ما سمعه منها للتو وقال
أنت بتهزرى يا ماما مش كده !
ابتسمت وقالت
لا يا حبيبى مش بهزر أخيرا جه اليوم اللى هفرح بيك فيه.
لا يصدق حقا أن والدته تريد أن تزوجه رحمه واتفقت مع خالته ولم تخبره بالأمر إلا الآن كيف تفعل هذا
لا يمكنه حقا استيعاب الأمر نظر لها وقال مستنكرا فعلتها
فرح إيه وبتاع إيه أنا مستحيل أوافق على الكلام ده.
أنا سألتك قبل كده إذا كان فى واحده فى حياتك وأنت قولتلى مفيش إيه مش موافق ليه دلوقتى
قالتها راويه وهى تنظر له مستنكره ما قاله للتو بادلها ياسر نظراتها بأخرى غاضبه وقال
أيوه حصل بس ده مش معناه أنك تروحى تكلمى خالتى وتتفقى معاها من غير ما أعرف ... أنت خليتي زى الأطرش فى الزفه.
صړخت به راويه قائله
يعنى أنا غلطانه عشان عايزه أفرح بيك وأشيل ولادك قبل ما أموت !
أنهت كلامها وأجهشت بالبكاء... أحزن هذا ياسر كثيرا فهو لا يحب أن يراها تبكى تنهد بحزن وقال
خلاص يا ماما أنا مش قصدى أزعلك أنا بس اتفاجئت بالموضوع حقك عليا واللى أنت عايزاه أنا هعملهولك.
نظرت له راويه وقالت وسط بكائها
أنا فكرت فى رحمه لأن دى بنت أختى وأنا عارفاها كويس وعارفه أخلاقها ومش هلاقيلك أحسن منها.
ابتسم ياسر وقال وهو يمزح
خلاص اللى تشوفيه أنت يا ست الكل ...
متابعة القراءة