روايه جديدة
المحتويات
اللي اتولدتي فيه
تأوهت من أثر مسكته فلم يزل الألم القديم في رأسها ورفعت يدها تمسك يده الممسكة بشعرها وترد بصوت مټألم أه أه أرجوك سيب شعري بيوجعني
ازداد من جذب شعرها وجذبه لأعلى حتى رفع وجهها وواجه عينيها وسألها بنبرة مکسورة هو أنتي بتعرفي تتوجعي زي بقية البشر أنتي متعرفيش غير توجعي بس ثم دفعها بقوة على الفراش.
ردت عليه بصوت مخټنق بالدموع والله ما وافقت الا اما يئست من حياتي كنت تعبت من نظرات الناس ليا بسبب رفضي كل واحد بيتقدملي وشكهم فيا وتعبت من ذل مرات أبويا في الداخلة والخارجة ملقتش أدامي حل غير كده عارفة اني أنانية وفكرت في نفسي بس
قاطعها قائلا بإشمئزاز رخيصة وغشاشة ومهما قولتي مستحيل حاجة تشفع لك جريمتك ف حقي
يقول بصوت احتد فجأة وأنتي وجودك هنا مجرد وقت ولحد ما الوقت ده يعدي ملقيش غلطة ف أي حاجة وقومي فذي اغسلي هدومي دي ونشفيها واكويها ونضفي أوضتي دي هنزل نص ساعة اطلع الاقي كل حاجة خلصانة فاهمة
أومأت برأسها وقالت حاضر
تركها وخرج من المنزل بينما نهضت هي بتثاقل تدخل غرفته التي كان من المفترض أنها ستجمعهما سويا ولكن بمجرد دخول انكمش جسدها فزعا من ذكرى تلك الليلة الأولى لها في هذا المنزل ولكنها تغلبت على ذلك ودلفت تفتح خزانة ملابسه تجمع المتسخ لتغسله استوقفها رائحة عطره التي تفوح من ملابسه وذلك القميص الذي رأته به يوم أن قابلها ليحدد معها موعد التقدم لوالدها فرت الدموع من عينيها وهي تتذكر البهجة والحيوية والنشاط الذين كانوا يميزوه بخلافه وسامته وجمال ملامحه وما أصبح عليه الآن من شحوب وجه وانطفاء جمال عينيه وانكسارهما وظهور الهالات التي تحيط بها والحزن الذي كسي وجه وأنها السبب في ذلك أخذت الملابس وجلست على الفراش تبكي بشدة فهي ظلمته وظلمت نفسها في تلك العلاقة المؤذية لكليهما وما عليها سوى أن تتحمل غضبه بجميع أشكاله حتى تنتهي تلك الفترة فهي المتسببة فكل ذلك الڠضب والحزن.
ردت عليه هي أخيرا بدأت تتقبل الوضع وتقف على رجليها لأن يوسف محتاج أما يفوق يلاقيها جمبه
تنهد مراد بحزن وقال شئ محزن جدا اللي حصل ليوسف ويمني عندها حق في الحالة اللي عليها لأن حسب كلام الدكاترة الغيبوبة لأجل غير معلوم وكمان الأصعب أنه يفوق ويعرف پوفاة والدته دي صدمة تانية
ابتسم لها مراد وقال هيفوق طول مايمني جمبه ومعاه هو كان بيتمني رجوعها وأما يحس بوجودها هيتمسك بالحياة
هزت رأسها بموافقته وقالت فعلا يامراد ويمكن ده كمان سبب عڈاب يمني إنها نفسها أن الزمن يرجع وتعرفه أنها بتحبه ومسامحاه بس دي إرادة ربنا وله في ذلك حكم
وفجأة رن هاتفها فأمسكت بحقيبتها وأخرجته لتجد المتصل آسر ردت عليه بإبتسامة حبيب قلبي عريسنا
أجابها آسر بصوت خاڤت عاملة ايه ياياسمين ومراد والولاد عاملين إيه
شعرت بالقلق من نبرة صوته فأجابته كلنا بخير ياحبيبي.. أنت اللي عامل ايه وسدرة عاملة ايه صوتك ماله كده
تنهد ثم رد عليها محتاج اتكلم معاكي شوية بعيد عن أي حد مخڼوق وعايز اتكلم معاكي
تملك الخۏف منها قلقا عليه فقالت تمام ياحبيبي عشر دقايق وهكون في الأتيليه نقعد سوي شوية ونتكلم
أجابها بهدوء تمام وأنا كمان هروح على هناك على طول وأغلق الخط.
عندما أغلقت الهاتف سألها مراد أتيليه إيه اللي رايحاه إحنا مش رايحين البيت
نظرت له بأسف وقالت معلش يامراد آسر شكله مضايق ومحتاج يتكلم معايا وأنا اوعدك مش هتأخر
زفر مراد ولم يرد عليها وغير اتجاه سير السيارة حتى يوصلها إلى المكان التي تريده وهو في داخله بدأ ينفذ صبره مرة أخرى فلقد عادت في تقصيرها تجاهه وتجاه أولاده وهو يتغاضي عن الكثير حتى لا يختلق المشاكل ولكنه يرى أن الجميع يشاركوه فيها بشكل مبالغ حتى كاد أن ينفجر.
تمسك يده الموصلة بالأسلاك والخراطيم وهي تبكي.. تنظر لرأسه الملفوفة بالضمادات ووجهه الملئ بالخدوش وقلبها ېحترق عليه لم تصدق أن لحظة تفرق في حياتنا وأن كل منا من الممكن أن يفقد عزيز دون أن يخبره كم هو غال عليه كم يحبه ويخشي فقدانه فالدنيا مهما طالت قصيرة وتغدر في لحظة لتحرمنا من أحبة سكنوا قلوبنا وأصرت الحياة
أن تؤلمنا فيهم لم تتوقع يمني أنها من الممكن أن تخسره في لحظة فهي لا تطيق ذلك الفكرة نفسها ټقتلها فكيف ستكون لو كانت حقيقة انحنت يده وتقول من بين دموعها يوسف أرجوك متبعدش عني متسبنيش قوم عشاني مش أنت جيت عندي وطلبت إني أسامحك أنا دلوقتي اللي عندك وبقولك اني مسامحاك وهفضل جمبك طول العمر بس عشان خاطري فوق خلينا نبدأ من جديد أنا محتاجاك يايوسف محتاجة أكمل حياتي معاك أرجوك يايوسف لو سامعني قوم حتى لو مش سامعني أنت أكيد حاسس بيا أنا مش هسيبك لحظة ولا أبعد عنك أنا خلاص نسيت اللي فات وصدقت إن قلبك مبقاش فيه غيري قوم بقى وأعطيني القلب ده قوم بقى يا يوسف
حينها دخلت إحدى الممرضات تحدثها بهدوء كفاية كده حضرتك دلوقتي واتفضلي معايا وادخليله وقت تاني
مسحت يمني دموعها وتركت يده بهدوء ونظرت للمرضة وقالت بصوت حزين أنا التزمت ولبست الزي اللي طلبتوه مني ومش بعمل حاجه سيبوني معاه وانا مش هأذيه والله
شعرت الممرضة بالشفقة على حالها فقالت لها طب اخرجي معايا دلوقتي وأما الدكتور يجي يشوفه ويمشي هدخلك تاني
ابتسمت لها يمني ونهضت خارجة معها من الغرفة وهي تنظر له وتقول مش هتأخر عليك ياحبيبي.. شوية وهرجعلك ثم غادرت الغرفة.
وأخيرا انتهت من رسم تلك اللوحة التي استغرقت منها جهد كبير حتى تنهيها فاللوحة تلك المرة لعائلة كاملة جد وجد وأبنائهما وأحفادهما طلب منها رسمها أحد الأبناء الذكور كهدية لوالده في عيد ميلاده السبعين لوحة تضم خمسة عشر فردا كل منهم بملامح مختلفة وتعابير وجه مختلفة ولكنها رسمتها بكل حب وتعايشت مع ذلك الدفء الذي تحتويه الصورة المقرر عليها رسمها ابتسمت وهي تنهيها بإمضائها الصغير ككل مرة تنهي فيها لوحة ترسمها والحقيقة أن تلك اللوحة لها الفضل عليها في أنها شغلت وقتها وتفكيرها عن ذلك عمران التي باتت ترى نظرته وإبتسامته في أحلامها وها قد مر أسبوع على لقائهما يوم زفاف سدرة ذلك اليوم الذي أغرقها بإعجابه ونظراته ومازالت كل ليلة تتفحص تلك الصور التي التقطها لها وكل كلمة خطاها في وصف كل صورة وتنام على أمل أن تلقاه في أحلامها ولكنها في الواقع قطعت كل وسيلة يستطيع منها أن يصل لها فهو في الواقع الحلم المستحيل
طرقات على باب غرفتها أفاقتها من شرودها فاعتدلت وردت بهدوء ادخل
تفاجأت به عندما وجدته والدها فنهضت تقول بتعجب بابا!
اقترب منها والدها ومسح بيده على ذراعها ببعض الحنان وقال إزيك ياسدن طول الوقت كده حابسة نفسك في أوضتك
ابتسمت له بمجاملة وردت عليه كنت مشغولة يابابا كان عندي لوحة عايزة اخلصها وكمان هخرج اقعد مع مين ماخلاص بقيت لوحدي
إبتلع والده ريقه بتوتر فهو يعلم مقصدها ولكنه أراد تغيير مسار الحوار فقال أنتي كمان بكره تسيينا زي سدرة وتروحي بيت جوزك ويبقى لك حياتك
رفعت يدها تتحسس موضع ټشوهها وترد عليه بإستنكار جواز إيه بس يابابا.. ومين هيتجوز واحدة مشوهة زيي
مسح على شعرها بحنان وقال أنتي ست البنات ومفيش في جمالك واللي بتقولي عليه ده حاجة بسيطة ومش عائق ولا حاجة وكمان ياستي أنا جاي أعرفك إن فيه واحد متقدم لك شافك في فرح أختك وعجبتيه وسأل على عنوانك وهيجي النهاردة تشوفيه وتقعدي معاه
تعجبت سدن مما قاله فردت عليه إيه اللي بتقوله ده يابابا هو سلق بيض وكمان انا مش هقعد مع واحرج نفسي واستعطفه واقوله اني بيا كذا وكذا وياريت تقبلني بعيبي
رد عليها الأب بهدوء يابنتي انتي ليه مكبرة الموضوع.. اقعدي معاه وشوفيه لو عجبك انا هبقي اعرفه وافق كان بها موافقش يبقى سكة السلامة
ردت عليه سدن ولو معجبنيش
أجابها يبقى لا هنقول ولا نعيد إنما الشاب شكله ابن ناس ومحترم وبيقول أنه تعب لحد ماعرف طريقك ومتمسك بكي ويمكن ده اللي ربنا كاتبهولك.. بس عشان خاطري قابليه وخليني اطمن عليكي انتي كمان
ردت سدن بخفوت حاضر يابابا
ابتسم الأب بإرتياح حضرلك الخير يابنتي ربنا يسعدك ثم تركها وخرج.
جلست هي في حيرة من أمرها كيف لها أن تجلس مع شخص لا تعرفه وتستعطفه
في أن يقبل بتلك الوصمة التي ټشوهه وجهها ولكنها ستجلس معه مرضاة لوالدها ثم ترفضه بسبب عدم الإرتياح.
مدت ياسمين يدها تنزع حجابها وتمسح على شعرها بتوتر من فرط ذهولها مما سمعته من أخيها لم تكن تصدق ماسمعته لو كان من غيره ولكنه هو صاحب تلك المصېبة هي التي دائما ما تحل الأمور بشكل سلمي مصعوقة من هول ما سمعت كيف واتت تلك الفتاة الجرأة لخداع أخيها بهذه الطريقة وتقتل فرحته وتكسر رجولته ېتمزق قلبها على حال أخيها وهيئته التي ضعفت من أسبوع وعينيه التي بدا عليهما السهر والتفكير الشديد ولكن الرحمة بداخلها تبحث لتلك الفتاة على أي عذر يشفع لها كيف تستطيع تهدئة أخيها به فقالت تحاول التحكم في انفعالاتها أنت عملت الصح ياآسر إنك معرفتش أهلها حاجة والسر ده لازم يفضل بيننا إحنا الثلاثة للأبد وقرارك صح كام شهر وانفصلوا بهدوء من غير شوشرة وفضايح
تنهد بحزن وقال وهو ينفث دخان سيجارته المشكلة اني مش قادر أعيش معاها في نفس المكان ياياسمين مش قادر اتنفس نفس الهوا اللي بتتنفسه مش طايقها وطول الوقت جوايا هاجس اني اقوم اعمل فيها حاجه ابرد الڼار اللي قايدة جوايا لدرجة
متابعة القراءة