كاملة

موقع أيام نيوز


احتمال بنسبة كبيرة جدا ان المدام تطلع حامل عموما التحاليل هتوضح لنا
تسمر سيف في مكانه بينما تهلل وجه احمد وقال وهو يخبط سيف بمرح فوق ظهره
مبروك يا أبو نسب والله وهتبقى أب وهبقى خال
نظر سيف الى احمد قائلا بغير تصديق
حامل يا منة احمر وجهها وقالت
الدكتور سألني شوية أسئلة كدا وقاللي انه 90 حمل بس بردو نعمل التحاليل علشان نتأكد

هتف سيف بلهفة
من النجمة هاخدك ونعمل التحاليل
وظهرت نتيجة التحاليل ايجابية
مرت الشهور على ابطالنا منة وسيف حبهما يقوى مع مرور الايام وان كان الامر لا يخلو من بعض المناوشات والشجارات الخفيفة ولكن حب منة لسيف كان يجعلها لا تقوى على خصامه كثيرا كما كان عشق سيف لمنة لا يجعله يقوى على رؤيتها حزينة فكان يسارع لمصالحتها
نشوى ومدحت تزوجا ولكن عانت نشوى الأمرين من غيرة مدحت المفرطة وما زاد الطين بلة أنه قد ثبت لديها أن مدحت يعاني من مرض الانفصام في الشخصية وهذا المړض للاسف لا يظهر بوضوح على المړيض فمن يراه أو يجلس معه يكاد يجزم أنه سليم مائة بالمائة ولكن من يحتك به هو
من يلاحظ علامات غريبة عليه هي علامات هذا المړض
تزوج احمد وايناس وأتى والد ايناس لأحمد بعرض مغر في البلد العربي التي يعمل بها هو ووالدتها وقرر احمد خوض التجربة والسفر فاقتصر العمل على سيف وعمر ومنة وسحر بعد ان تركت نشوى العمل نزولا عند رغبة مدحت والذي قد اصطنع شجارا مع سيف في آخر زيارة له لنشوى مصطحبا اياها في العودة فكان غيورا كثير الشك بها
انقطعت اخبار غادة بعد الانتهاء من العمل الموكل لمكتب سيف
اقترب موعد ولادة منة وتقرر مكوثها عند والدها لحين ولادتها كان سيف يذهب اليها يوميا بعد العمل الذي امتنعت عنه منة بأمر من سيف نفسه خوفا عليها ولم تكن منة قد علمت جنس المولود رغبة منها لجعلها مفاجأة
جاء يوم الولادة حيث فاجأت منة آلام المخاض فجرا اتصلت عواطف بسيف الذي جاء راكضا على جناح السرعة حيث كان يقود سيارته على السرعة القصوى قاطعا جميع الاشارات
وضعت منة مولودها بصورة طبيعية بعد مخاض طويل وصعب كاد سيف خلاله أن يفتك بالطبيب بل وبطاقم التمريض بأكمله
جاء والدا سيف على جناح السرعة عندما علم بولادة منة التي انتقلت الى غرفة خاصة بينما تم ايداع المولودتين في غرفة المواليد الخاصة بهم فكانت المفاجأة ان المولود لم يكن واحد بل اثنين أو بمعنى أدق إثنتين بنتين آية في الجمال وقد أسماهما سيف بعد شجار طويل مع منة والتي أصرت على تسميتهما بنفسها كانا في غرفتها بالمشفى ومعهما عائلتها ووالدي سيف عندما اعترضت منة قائلة
يعني أنا أتعب ويطلع روحي وانت تاخد على الجاهز قال سيف بضحك
يا سلام نظرت اليه منة وسط ابتسامات الموجودين المتابعين للجدل الدائر امامهم بمرح أجابت منة بحنق
ليه ان شاء الله مين اللي شالهم في بطنه 9 شهور مش انا ومين اللي شاف بعينيه وهو بيولدهم مش انا تقدر تقوللي حضرتك تعبت في ايه نظر اليها سيف الجالس بجوارها على الفراش بخبث ومال عليها هامسا بمكر كي يضمن عدم سماع الباقين له
أقولك تعبت في ايه وما تزعليش ايه هتعملي زي القطط تاكي وتنكري بقه أنا متعبتش طيب عيني في عينك كدا دا كان تعب ومجهود كبير كمان قطبت منة قليلا محاولة فهم مقصده وما لبثت ان فهمت ما يرمي اليه وهى ترى غمزته الماكرة له كتمت شهقة غيظ ثم أشارت اليه باصبعها ليقترب منها ومالت على أذنه هامسة بكلمة واحده جعلته يفغر فاه دهشة ويفتح عينيه على وسعهما ثم هتف دهشة
منة انت بتقولي ايه قالت منة بهدوء وجدية
اللي سمعته حضرتك وربنا ما يترد على كلامك الا بالكلمة دي
قال سيف بأسف زائف وهو يحرك رأسه يمينا ويسارا
لا لا يا منة انت بئيتي أم دلوقتي فيه أم تقول الألفاظ دي بردو إنت اخلاقك اتغيرت خالص
لتجيبه منة بذات الهدوء والثقة
من عاشر القوم حضرتك تربيتك
ليتعالى صوت والد سيف بضحك
انتم عمالين تتحدتوا بصوت اصغير ليه خلاص يا سيف أم البنات جالت هي اللي عتسمي يبجى هي اللي عتسمي
نظر سيف اليها قائلا بحنق مفتعل
افهم انت عملت ايه في الحاج خليتيه ما يرضاش عليك الكلمة حتى نظرت اليه بغرور قائلة
سر المهنة يا بابا كواليتي يا فندم كواليتي
وتعالت الضحكات ولكن نفذ سيف رغبته وأسمى ابنتيه هنا و
فرح
هنا فرح ابعدوا عن اللاب بتاع بابا لو شافكم هيضربكم انتم حرين
ركضا كلا من هنا وفرح ذوات الثلاث سنوات هربا من أمهما التي أتت محاولة انقاذ الحاسوب الشخصي لسيف من بين براثن ابنتيها الشقيتين فهي تعلم أن سيف يحتفظ عليه بعمله كاملا جلست امام الحاسوب وهى تتوعدهما قائلة
ماشي يا هنا انت وفرح انا هكلم بابا أخليه ما يجيبش الشوكولاته اللي بتحبوها زي كل يوم ثم انتبهت الى شاشة الحاسوب امامها وهى تقول
غريبة أول مرة ينسى اللاب مفتوح هقفله علشان الزئرديتن دول ما يلخبطوش حاجه في الشغل بتاعه
ما ان همت منة بضغط ازرار الحاسوب لغلقه حتى تراءى لها أسما غريبا في قائمة الاصدقاء لدى زوجها في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك والذي من الواضح أن سيف قد سهى عنه وتركه مفتوحا قطبت مندهشة من الاسم لا تعلم أي هاجس أسر لها بفتح صندوق الرسائل الواردة لتفاجأ بزلزال يهدم حياتها الهادئة مطوقا اياها تحت أنقاض حبهما الذي كان يلفظ أنفاسه الأخيرة أمامها وهي تقرأ شهادة ۏفاته المتمثلة في بضع عبارات تربط بين حبيبها وأخرى لتعلنهما زوجا وزوجة في جوازة نت
لحلقة العاشرة
لم تعلم منة كم مر من الوقت وهي على حالها أمام جهاز الحاسوب الشخصي الخاص بسيف كانت كالتمثال في مكانها لا تنظر الى أي من بنتيها اللتان ركضا اليها مطالبينها باللعب معهما كانت نظراتها شاخصة على الكلام الظاهر أمامها في الشاشة وكأنها استحالت الى صنم لا شيئ يظهر
أنها كائن حي سوى دمعة وحيدة يتيمة نزلت من عينها لتلمع على وجنتها القشدية
انتبه البنتان إلى صوت قفل الباب ثم خطوات أبيهما وهو ينادي بلهفة كعادته دائما
هنايا فرحي منايا انتو فين يا أغلى حاجه عندي
دائما ما كان ينادي بناته بذلك فقد أسر لمنة أن سبب تسميته لهما بهنا وفرح أنهما هنائه وفرحه أما هي ف مناه
دخل سيف الى غرفة الجلوس ليشاهد طفلتيه مفترشتين أرض غرفة الجلوس يلعبان بدماهما اقترب منهما ولم يكن قد انتبه بعد الى تلك القابعه خلف حاسوبه الشخصي وكأنها تمثال من الشمع
مال فوق طفلتيه وقال بابتسامة
اللاه منة انت هنا انا ما اخدتش بالي منك اول ما دخلت لم تجبه بل لم يطرف لها رمش قطب جبينه في حيرة وتساؤل
منة حبيبتي فيه حاجه مالك حبيبي مالت فرح على أذنه وهمست كمن يسر له أمرا
ماما ثحلانه مننا بث أنا ليشي دحوه هنا هي اللي قالت لي نلعب كيمس جيمز واحنا قلنا لها كتييي اننا آثفين بث هي لثه ثحلانه
ازداد عبوس سيف ولكنه ابتسم لأبنتيه وقال وهو يضعهما أرضا
طيب حبايبي روحوا العبوا في أودتكم دلوقتي وقبلهما ليركضا الى غرفتهما بينما تطلع هو الى منة القابعة في مكانها بجمود تام وكأنها ليست معهم
اقترب سيف منها قائلا حيث كانت خلفية الحاسوب في مواجهته بينما استدار ليقف بجوارها مواجها لشاشة الحاسوب والتي لم يكن قد انتبه اليها بعد
ايه يا منون انت زعلانه من البنات فعلا يا شيخه دول أطفال سيبيهم يلعبوا انت ليبتر عبارته عندما فوجيء بصفحة الرسائل الخاصة به في حسابه الشخصي على موقع الفيس بوك وتحديدا الرسائل الخاصة ب قلبي دليلي أحد الاصدقاء لديه
ترنح سيف في وقفته وانحسر اللون من وجهه ونقل نظراته بين وجه منة الشاحب والذي يحاكي شحوب المۏتى وبين العبارات المصفوفة أمامه بكل بساطة نسي الكلام لوهلة فتح فمه كثيرا ليتكلم فكان كالسمكة التي علق بفمها صنارة الصياد وكأن صوته قد غادره حتى أذا ما وجده تكلم بصوت مهزوز وهو ينظر الى منة بعينين مذعورتين مملوءتين بالتوسل والرجاء الحار
منة منة حبيبتي منة الموضوع مش زي ما انت فاهمه منة أنا هفهمك ولكن لا حياة لمن ينادي رفع يده ليضعها على كتفها وهو يلح عليها بينما بدأت عيناه تمتلئان بدموع حارة أبت أن تنسكب
منة أنا هشرح وكأن مسا كهربائيا قد لمسها اذ انتفضت في جلستها لتطالعه بنظرات شرسة وهى تنفض يده من على كتفها هاتفة پغضب قوي
ابعد عني اوعى تلمسني هبت واقفة تنظر اليه بمنتهى الڠضب والحقد و الأسى وقف سيف على بعد خطوات منها وقال بصوت مترج مستعطف
منة منة ارجوك اديني فرصة أتكلم
نظرت اليه وعينيها تسبحان بدموع عتاب ولوم وتكلمت بلوعة من بين شفتين مرتجفتين
ليه لم تعطه الفرصة للاجابة وتابعت وسط دموعها التي انهمرت تغسل وجنتيها الشاحبتين وعينيها تقتلانه بنظرات لوم وعتاب
ليه يا سيف ليه أنت يا سيف انت يا سيف ټخونني خ خېانة خېانة يا سيف وغطت وجهها براحتيها منخرطة في بكاء عال وهى تتردد من بين شهقات بكائها الحار
أنا مش مصدقة مش مصدقة اندفع سيف اليها راجيا وهو يحاول ازاحة يديها جانبا
منة الموضوع مش زي ما انت فاهمه مافيش خېانه ولا أنا اقدر اخونك انت عارفة أنا بمۏت فيكي أد ايه وبعشق بناتي لا يمكن أخونك يا منة نفضت يديه الممسكتين براحتيها بقوة وقالت بينما انتفض شعرها ثائرا حول وجهها وهى تواجهه پغضب الأنثى المطعونة بيد حبيبها
أومال اللي انا شوفته وقريته و وسمعته يا سيف دا يبقى ايه
هتف سيف بيأس
مش خېانة أنا مش ممكن أخونك أبدا دا
لتقاطعه منة بتحد
دا ايه يا سيف
أجاب بلهفة حاړقة لجعلها تتفهم ما يقوله
دا دا نت
عبست منة وسكتت لثوان وكأنها لم تسمع جيدا ثم نظرت اليه عاقدة حاجبيها مكررة عبارته الاخيرة بحيرة وتساؤل
دا إيه نت ليوميء برأسه ايجابا وهو يهتف برجاء
اقترب منها سيف
عاقدا أصابعه وهو يقول محاولا تهدئتها
اهدي بس يا منة واسمعيني انا عمري ما لمست واحده غيركولا ولا قابلت حد من وراكي انا عمري ما خنتك
لتهتف به پغضب صارخ
صړخ سيف بانفعال فاقدا لتماسكه فهو يرى حبيبته في أقصى درجات الاڼهيار بسببه هو بسبب نزوة طيش أصابته في لحظة وسوس له فيها شيطانه مزينا له الخطيئة في لحظة ضعف كان يعاني فيها من ابتعاد حبيبته عنه وانشغالها بأمر التوأمين كانت علاقته بتلك الأخرى قد بدأت كأي إثنان يتعرفان عن طريق الانترنت عبارة عن محادثات فقط ولكن ليتطور الأمر بعد ذلك الى ما لا يحمد
 

تم نسخ الرابط