أبناء يعقوب
المحتويات
لما شوفت قهرة يوسف ابن رقية وكل حاجة ضاعت منه وكمان وأنا بطرده من البيت كدا مش ناقص غير حاجة واحدة بس دي لو تمت يبقى كدا أنا برنس.
سأله حمزة بفضول يريد معرفة ما يدور في رأس هذا الأحمق حتى لا يفسد مخططه
وإيه الحاجة دي يا صاحبي
أنزل قدميه على الأرض واعتدل جالسا يمسك بياقة قميصه يضبطها قائلا بثقة
صاح الأخر بتعجب يسأله
مريم قريبة عم عرفة
هز رأسه بالإيجاب وأجاب
آه هي.
فعقب قائلا
بس اللي عرفته منك إن أبوك كان عايزها ليوسف وبالتأكيد هي عينيها منه.
ضړب سطح المكتب بيده وصاح محذرا إياه
مريم دي تخصني أنا وبس ولو مش موافقة أنا هخلي خالها يوافق بالعافية.
ابتسم حمزة بدهاء وبفحيح أفعى سامة أخبره
قول وليك الحلاوة.
حدق إليه بنظرة قناص صائد للفرص فقال
حلاوتي هي جوازي من أختك.
وقبل أن يبدي جاسر رفضه أردف حمزة
أختك محتاجة واحد يحافظ عليها وما يكونش طمعان فيها وتكون انت عارفه وواثق فيه وانت حافظني وعارفني من واحنا لسه عيال.
ما هي المصېبة إن أنا عارفك بس عندك حق أهو انت أولى من الغريب اللي ماعرفش ممكن يعمل فيها إيه وأهو يبقي فرحي أنا ومريم وفرحك انت وأختي في نفس الوقت.
الله عليك يا صاحبي دا كدا انت برنس وعمهم كلهم.
رد جاسر بمزاح
وانت دماغك ولا إبليس بذات نفسه يا جدع يلا قولي على الخطة الجهنمية اللي هتجيب مريم لحد عندي.
بص يا برنس....
أخذ يملي عليه ما يفعله فكان تحالفهما معا أقل ما يوصف به أنه تحالف الأبالسة.
11
الفصل الحادي عشر
وحوش ضارية على هيئة بشړ لا يعرف الخير إلى دربها عنوانا وأزهار قد ذبلت أوراقها وتناثرت بقاياها بعد أن تم اقتطافها فلم يعد لها في البستان مكانا.
أرفعها لفوق شوية عايز الكل يشوفها ويعرف إن المحل وفروعه بتوع جاسر الراوي وبس.
تمام كدا يا جاسر بيه
وقف جاسر يتأمل اللافتة واضعا يديه على جانبي خصره يردد اسم المتجر بسعادة ثم قال
الله ينور يا رجالة يلا بقى على شغلكم.
ذريع
جاسر بيه معلش إني بتدخل بس نصيحة من واحد قد أبوك الله يرحمه وشغال في المحل من أيام الحاج عبدالعليم الراوي المحل والسلسلة كلها معروفة بمفروشات يعقوب وأولاده والناس كلها بتيجي على الاسم لأنهم بياخدوا الحاجة من عندنا وهم مغمضين عينيهم.
نظر إليه جاسر پغضب قائلا
المحل دا دلوقتي بقى بتاع مين يا أبو العريف
نظر إلى أسفل پغضب وأجاب على مضض
بتاعك يا ابني.
أنا هعدي ليك كلمة يا ابني بمزاجي بس انت الوحيد اللي مسموح ليك تقولها عشان أنا هابقى جوز بنت أختك.
ألجمت الصدمة لسانه فسأله جاسر ساخرا
إيه كلت القطة لسانك
تمكن عرفة من التحدث أخيرا فسأله بتعجب
وصية أبوك الله يرحمه كانت إنك هتتجوز أمنية ومريم هتتجوز...
قاطعه جاسر بنظرة تحذيرية
مريم هتتجوزني أنا أبويا خلاص ماټ والحي أبقى من المېت دا لو لسه كنت عايز تحافظ على أكل عيشك في المكان يا أبو أمنية.
ما قد سمعه عرفة للتو جعله كالمحاصر بين شقي الرحى الأول يعلم أن مريم تحب يوسف ويوسف يحبها كما يعلم أيضا أن ابنته تحب جاسر بينما الشق الأخر هو عمله في المتجر والذي عمل فيه منذ أن كان صغيرا و أخذ من عمره أكثر من أربعين عاما فماذا عساه أن يفعل في ذلك المأزق
يغفو في سبات عميق بعد أن استسلم إلى النوم جسده يرتجف ربما لأنه غارقا في كابوس موحش يجعله يهمهم بكلمات غير مفهومة حتى أستيقظ فجأة وهو يلتقط أنفاسه انتفض عندما صدح رنين الجرس فنهض ليرى من الزائر.
ظهر إليه شابا في نفس مرحلته العمرية نحيل القوام عيناه دائرية تغطي نصف وجهه شعر يوسف بالفرح حينما رأي صديقه
ماجد!
عانقه وربت عليه فقال ماجد له
أنا رحت لك على البيت قالوا ليا إنك مش موجود ورحت لك على المحل قابلني هناك عم عرفة وهو اللي قالي إنك عايش هنا أولا البقاء لله ثانيا ليه سيبت البيت وعشت لوحدك
عقب على سؤالين صديقه
والدوام لله بالنسبة لسبب إن أنا قاعد هنا دا محتاج شرح طويل وأنا بصراحة مش قادر أو بحاول أنسى
ولج كليهما إلى الداخل ثم ذهبا إلى غرفة الضيوف كما تفهم ماجد ما يدور في رأس صديقه فربت على كتفه وقال
ولا يهمك يا چو أهم حاجة جيت أطمن عليك وأعزيك وفي نفس الوقت جيت أحكي ليك خبر ممكن يضايقك وخبر تاني بدعي من ربنا إنك توافق عليه.
عقد ما بين حاجبيه وسأله
الخبر اللي بيضايق هو إن إدارة الجامعة عينت
متابعة القراءة