مزاج العشق المر بقلم سلمي المصري
المحتويات
استطاعت ان تتوقف عن حبه بالفعل !!!
جلست ايلينا على حاسوبها تتابع فى تركيز شديد كل ما يخص المجموعة وما انجزته خلال العام الماضى
عام انقضى وتغير به الكثير فقد ماټ احمد عزام بعد شهرين بالضبط من سفره لتنتقل ادارة المجموعة بأكملها اليها فالوصية التى تركها كانت واضحة فهى لها حق الوصايا على مازن ويارة
ابتسمت ملك وهى تعقد ساعديها قائلة
ايه يا عم المهم ايه اللى واخدك مننا
ابتسمت ايلينا فى تعب
شغل المجموعة اديكى شايفة
صفقت ملك فى جذل
قده طبعا الكل كان فاكر ان المجموعة هتقع پوفاة بابا الله يرحمه مكنش حد هيتوقع انها هتبقا اقوى من الاول كمان
ردت ايلينا فى بساطة
جلست ملك مردفة
والله يا ايلينا ما كنت عارفة من غيرك كنا هنعمل ايه لولاكى كان زمان اسامة واخالد استولو
قاطعتها ايلينا فى غيظ
انتى لسة بتحطى خالد وابوه فى نفس الكفة يا ملك حرام عليكى يا شيخة ارحمى الراجل بقا
اشاحت ملك بوجهها فنهضت ايلينا لتجلس على الكرسى المقابل لها مردفة فى حنان
رفعت ملك عينيها الحزينتين الى ايلينا تشي لها بمخاوفها
فيه ايه خالد زيادة عن التانى عشا اغامر بقلبى معاه من جديد نفس الكلام النظرات الحب الوهم اللى فضلت عايشة فيه سنين وفى الاخر طلع كله كدب خدعة
امسكت ايلينا بكفيها وقالت في رقة
ملك انتى حاسة بحاجة ناحية خالد وبتحاولى تقاوميها
نهضت ملك فى حدة وهى تنزع كفيها من يدى ايلينا لتعود الى تجهمها
دى الحقيقة هوا وابوه طمعانين فى الثروة هوا عمره ما حبنى وانا عمرى ما حبيته
نهضت ايلينا وتمعنت بعينيها لحظات قبل ان تواجهها في حسم
يبقى بتكدبى على نفسك يا ملك
ايوة لو المناقصة رسيت على مجموعة البدرى تعتبرو نفسكو كلكو مرفودين افتكر كلامى واضح
واغلقت المكالمة وعينيها تلمع ببريق غريب مرددة فى خفوت
واخيرا هنتقابل تانى يا يوسف
الفصل الثلاثون
خرجت من مكتب صديقتها هاربة من حقيقة تخشى دوما مواجهتها
فارة من مشاعر تخشى ان تتمكن منها اكثر او ان تأخذ مساحة من خيالها أو أي أهمية
حاولت ان تتحسس چراحها القديمة لتحول بألمها بينها وبين أي حب جديد
عن اى حب تتحدث ايلينا
ألم ترى حب زوجها وحبيبها السابق لها
ألم ترى براعته الفائقة فى التمثيل لسبع سنوات متواصلة
كان حبها الأول وذكرياتها البريئة الحالمة التي تشوهت بعد ذلك بمطامعه البغيضة في ثروة أبيها فكيف لها ان تؤمن ان هناك اخر يحبها دون ان تشك ولو للحظة انه يقوم بنفس الدور فى مسرحية هزلية جديدة نهايتها معروفة لها
لا ليست بتلك البلاهة ابدا لتعيد الكرة من جديد
ليست بالسفاهة الكافية لتعطي القدر خدها الاخر ليعيد صفعها بقوة أكبر
خالد ماهو الا مجرد طامع فى ثروة ابيها الراحل
لص مخادع لا يكترث لمشاعرها ابدا وسيسحقها تحت قدميه بمجرد ان يصل الى هدفه
تقابلت معه فى احدى ردهات الشركة
تجمعت كل خواطرها في عينيها ليقرأها بكل سهولة فكيف لمن عشقها منذ نعومة أظافرها أن يجهل مفردات نظراتها ولغتها
لص مخادع كاذب
كلمات شتى تهين بها كرامته دون أن تنطق بها شفتاها
ذنب ارتكبه غيره ويحاسب هو عليه فالى متى سيظل فى تلك الخانة العقيمة !!!!
ذنب حبيبها السابق الذى افقدها الثقة فى اى مشاعر صادقة فهل من العدل ان يوصم هو بما اقترفه غيره
ذنب ابيه الطامع فى ثروة ابيها دوما وما بيده اذ ولد لأب جاحد طامع
لقد نفذ صبره حقا وهو لايرى لهذا العڈاب نهاية
ربما ان الاوان ليضع له اخر
اتخذ قراره بالفعل وفى نهاية اليوم كانت استقالته على مكتب ايلينا وبدون ابداء أسباب
امم يعنى ملخص الكلام ان لحد دلوقتى مفيش اى جديد
قالها يوسف وهو يتمعن فى فارس الذى كان يجلس اليه يطالعه فى هدوء جعل الشك يدب فى نفسه
هز الثاني رأسه
للاسف اه
تأمله يوسف للحظات وقال
فارس اوعى تكون
وصمت وهو يلوح بسبابته فالټفت له فارس فى بطء وابتسامة غريبة تلوح على ثغره
نعم قد توصل احد رجاله الى مكانها ولكنه لن يخبره به الان ابدا على يوسف البدرى ان يأخذ نصيبه من العقاپ على ما فعله معها أولا اجابه وهو يحاول المرواغة
لو حابب تستعين بحد غيرى ممكن ت
ولم يكمل جملته اذ تفاجىء بالباب يفتح ويظهر من خلفه رجل فى منتصف الثلاثين تقريبا طويل القامة عريض المنكبين بالغ الأناقة تحمل عيناه ابتسامة هادئة لم تخف خلفها مطلقا ما تحمله نظراته من صرامة وثقة بالغتين
ابتسم يوسف ونهض من خلف مكتبه هاتفا في جذل أيمن الالفى ذات نفسه فى مجموعتى
اتسعت ابتسامة الرجل وهو يقترب اكثر ليصافحه فى ود
اهلا بيوسف البدرى السكرتيرة اللى برة قالتلى انك مديها اوامر فى اى وقت اجى تدخلنى على طول
ربت يوسف على كتفه
هوا انت اى حد برضه يا ايمن
اطلق ايمن صفيرا عابثا وهو يرفع حاجبيه
بس خد بالك ياكبير احنا هنا النهاردة فى بيزنس ملوش علاقة بصداقتنا نهائى
ضړب يوسف كفيه ببعضهما وهو يهز رأسه
عمرك ما هتتغير ابدا يا بن الالفى تعالى اقعد
وحين كان يقترب كان فارس يهم بالذهاب
تنهد يوسف وهو يدرك ما غاب عنه للحظات ونبهته اليه علامات الحزن والارتباك التى وضحت على وجه فارس فى وضوح
ضيق ايمن عينيه وابتسم وهو يمد يده ليصافح فارس
ياااااه ع الصدف فارس مختار هنا طيب كويس بقا عشان اشهد عليك يوسف
ازدرد يوسف ريقه ترى ما يعنيه ايمن هل علم ب قاطع ايمن استرسال افكاره ليجيبه مردفا
بقا ينفع يا يوسف اكتر من مرة اطلب منه خدماته فى امن الشركة ويتهرب منى
تنحنح فارس ونطق اخيرا
اتهرب اتهرب ليه وازاى الفكرة بس ان كان فيه مسئوليات كتير وقتها ومكنش عندى رجالة كفاية
ابتسم ايمن وهو يعقد ساعديه كأنه يدير صفقة
كان اديك قولت بلسانك احنا فى دلوقتى بقا اعمل حساب حتى للمعرفة القديمة ايام انت وادهم ماكنتو اصحاب فى النادى ايام الجودو فاكر
ابتسم فارس بصعوبة لينهى الأمر مسرعا
ان شاء الله هحاول واكلمك فى اقرب فرصة
صافحه من جديد وذهب مسرعا كأنه يفر من شبح وبالفعل هو يفر من شبح الماضى بكل المه وقسوته فالذى يقف امامه قد اصبح زوجا لحبيبته
نعم حبيبته
لن ينفض تلك الصفة عنها ابدا فقد دمغها قلبه بخاتمه منذ سنوات
لم يعد هناك خلاص حتى بعد أن اختبر انانيتها وغرورها ستظل هى الانثى الوحيدة التى سكنت قلبه
فريدة
كم لها من اسمها نصيب
فريدة فى حسنها الأخاذ
في طباعها الشرسة التى لم يرى انثى عليها من قبل هي أشبه بنمرة صغيرة تخلبك بجمالها فتسقط صريعا لهواها لترقص فى النهاية على اشلائك بعد ان يفترس غرامها كل جزء فيك
كيف يقبل بالعمل الى جوار ايمن الالفى بعدما علم بزواجها منه
كيف ينظر اليها
كيف يواجهها
هذا لايمكن ان يحتمله
كور قبضته وهو يتذكر اخر ما كان بينهما تلك الصڤعة التى انتهى بها كل شىء حين ذبحت رجولته بكلماتها
لن يسامحها فقد سطرت بيدها اخر كلمات فى قصتهما
ولكن
ربما كانت هناك حسابات اخرى لم يتم تصفيتها بعد هناك أثمان كثيرة لم تسددها فريدة له
ابتسم فى صمت وهو ينظر الى الباب الذى اغلقه منذ لحظات على يوسف وايمن
جلس ايمن فى هدوء وفى المقابل جلس يوسف
اخبارك واخبار ادهم ايه لسة برضه مقاطعك
تنهد ايمن فى حزن واضح نادرا ما يراه عليه يوسف فأيمن شخص عملى للغاية ومشاعره قد يعتبرها البعض لاوجود لها من الاساس
مش مقاطعين بعض اكيد بس مش زى الاول لسة مش قادر يسامح
واشاح بوجهه مضيفا فى حزن
انا كنت خاېف عليه
مال يوسف اليه قائلا
كان لازم تعرف هوا قد ايه بيحب مراته واللى بيحب مبيفقدش الامل
وعاد ليستند بظهره الى كرسيه مواصلا فى شرود
اسئلنى انا
رفع ايمن حاجبيه وخغضهما
انا بقا ريحت نفسى من كل الحسابات المعقدة دى كلها صدقنى مفيش اجمل من العقل لما بيمشى كل حاجة
رد يوسف
والسعادة
لوى ايمن ثغره في تهكم
يعنى ايه سعادة اصلا يا يوسف دى حاجة نسبية
تمعن به يوسف للحظات واجابه بهدوء
السعادة يعنى ممكن تكون لحظة من اللى عشتها زمان مع شهد
ظلت عينا ايمن معلقة بصديقه دون ادنى رد فعل
نعم يوسف يعلم بتلك القصة القديمة فحين بدأ بادارة كل اعمال والده كان ايمن يعود من نكبته فى حبيبته للعمل مع ابيه من جديد تعرف على يوسف فى هذا الوقت الصعب حين كان مختلفا تماما عن ايمن الذى يجلس امامه الان
كان حزينا تائها يعيش حدادا طويلا على محبوبته وبالمثل كان يوسف شخصا اخر لا يعطى للمرأة اى اهمية ويحاول ان يهون عليه ويعرفه على غيرها فشتان ما وصل اليها الاثنان الان
يوسف اصبح يتحدث عن المشاعر والحب والسعادة بينما ايمن هو من كفر بكل هذا والان تحت عصمته حبيبه رجل اخر تتظاهر مثله بأنها
متابعة القراءة