مزاج العشق المر بقلم سلمي المصري
المحتويات
بس تخص سمعة صاحب الشركة اللي هو ابن عمك يا استاذة ده غير اني مش ناقص غلطة جديدة ليكي وقتها هواجه ابوكي واخواتك ازاي وهما فاكرين انك هنا تحت عيني
عضت على شفتها في الم
يصر على التلويح بخطأها في كل وقت
يصر دوما ان يكرر على مسامعها ذنبها الذي ارتكبته في لحظة طيش
كأنه يعيرها ويخلع عنها كل تلك السنوات التي غيرت فيها الكثير ليحصرها في تلك الصورة التي تحاول أن تتناساها
ماذا يريد منها اذن
لقد احبت العمل في المكان
أحبت نجاحها وتميزها يوما عن يوم
أحبت تدرجها في الوظيفة بناءا على كفاءتها لا على أنها ابنة صاحب المال
لم يخطر ببالها ان تترك العمل مع حسام لتنتقل الى مجموعة ابيها ولكن يبدو أنه سيجبرها على ذلك
سكتي ليه
لو فاكر اني هقعد ابرر زي كل مرة تبقى غلطان لو مصدق حاجة عني صدقها انا خلاص تعبت انا مفيش حاجة بيني وبينه ده الله يخصك يا ابن عمي ولولا ان عربيتي عطلت في الطريق وهوا عدى عليا صدفة مكنش هييجي بالي من اصله اني استعين بيه ولو انت شايف اني مستهترة وخاېف تشيل مسئوليتي فعنك انا مرضهالكش تقدر تعتبرني مستقيلة من دلوقتي
نظرت الى كفه في استياء فرفعه وهو يخبرها
انا اسف اتعصبت عليكي من غير داعي انا عارف
وأضاف بصعوبة
انا مقدرش انكر انك
اوقفته بكفها
حسااام انا تعبت سامعني تعبت
وأضافت في جدية متخلصة من حشرجة الألم في نبرتها
انا في حاجات كتير لازم اظبطها مع قسم الحسابات قبل ما امشي وياريت تدور على مين ياخد مكاني علشان افهمه الشغل ماشي ازاي قبل ما اسيبه
بعد اذنك
راقبها وهي تختفي من امامه
ضړب السيارة بكفه في عڼف
من أي شىء هو غاضب الان
هل يخشى من الاجابة
هل يخشى أن يجد التفسير
لا والف لا
العقل سيعطيه مفتاح القرار حتى النهاية
والعقل اختار نور ولن يحيد عن قراره مطلقا
لا وقت للحب
لاطاقة للحب
ومن بعيد انحدرت دمعتان من عينين تابعتا المشهد من أوله
عينان تفهمتا الموقف بشكله الصحيح ليدرك القلب ان الفرصة قد انتهت بل لم يكن هناك داع لوجودها من الاساس
حسام عاشق تكابره كرامته في العفو عن ذنب اقترفته ايتن ليرفض حبها المطعم بندم سنوات مرة بعد مرة
هل تنتظر ان تكون في هذا الدور
لا وألف لا
انتهى الاختبار الذي خضع له الجميع ولم يعد بمقدور الزمن أن يعطي وقت اضافي فالنتيجة قد أعلنت
لم ينجح أحد
يا فندم اللى حضرتك بتطلبه ده صعب جدا انا اسفة هتفت بها ايلينا وهى تهم بالخروج تاركة المكان فنهض احمد يستوقفها في هدوء
ممكن تقعدى وتسمعى للاخر وتبطلى استعجال
عقدت ساعديها امامها فى ترقب لما سيقوله فواصل
الجواز ده
هيبقى مجرد ورقة يا ايلينا وتأكدى انى لو رجعت من رحلة العلاج دى عايش اول حاجة هعملها انى هرجع كل حاجة لأصلها
قطبت حاجبيها فى حيرة فأشار لها بالجلوس
اقعدى يا ايلا خلينا نعرف نتكلم
جلست فى بطء محاولة استيعاب هذا الجنون
نعم فكلمة زواج بعد يوسف رغم كل ما حدث بينهما لا تعنى سوى هذا
ماحدث ماهو الا رد فعل طبيعى بااللاوعي جلس احمد مقابلا لها وهو يردف في هدوء
انتى عارفة انك بالنسبالى زى ملك بالظبط لكن اديكى سمعتى اسامة من شوية وتلميحاته الوقحة
ومال الى الامام ليوضح أكثر
المړض يا ايلينا كل يوم بيتمكن منى وملك كل يوم بتضغط عليا اكتر عشان اسافر ومكنش ينفع اسافر واسيب كل حاجة فى ايدين اسامة او اى حد لكن واحدة زيك بذكائك وحنكتك اسلمها روحى وانا مطمن
لوحت بكفيها فى تذبذب
انا ممكن اعمل كل ده يا احمد بيه مش فاهمة بس الجواز هنا لزمته ايه
لزمته ان احنا هنمنع اى كلمة سخيفة وملهاش لزمة ممكن تتقال لزمته ان لو جرالى حاجة
وقبل ان تقاطعه اوقفها بكفه ليواصل
هيكون ليكى صفة رسمية تخلى ملك تعملك توكيل بالادارة وكمان هيكون ليكى الوصايا على مازن اخوها ويارا لحد ما يكبرو ومازن يقدر يدير كل حاجة
نهضت في بطء وهى تفرك يدها فى توتر فنهض احمد امامها مواصلا
انا مش بس بوصيكى ع الشغل يا ايلينا انا بوصيكى على ولادى ملك متعرفش اى حاجة فى شغل المجموعة وممكن كل حاجة تضيع وحقها وحق اخواتها يتنهب وخلى بالك وجود مازن هوا اللى مانع الورث عن عمه اسامه وممكن بسهولة
وضغط على شفتيه فى الم فواصلت ايلينا الحديث عنه وهى تضيق عينيها فى حذر
قصدك انه ممكن يأذيه يأذى طفل صغير وكمان ابن اخوه
شرد بعينيه وهو يجيبها فى أسى
الطمع يعمل اكتر من كدة يا ايلينا للاسف
تنحنح ليجلي صوته الجاد وعاد ينظر اليها
المهم انتى حاليا مش مجبرة على حاجة بس لو وافقتى يبقى عملتى فيا معروف مش هنسهولك ابدا
مسحت وجهها بكفها وسألته في ترقب
هيا ملك تعرف بعرضك ده
هز احمد رأسه بالايجاب
قولتلها امبارح وتفهمت كل حاجة وخاصة انه الحل الوحيد قدامها عشان اسافر
برمت ايلينا شفتيها في تفكير
بس يا فندم دى مسئولية كبيرة و
قاطعها احمد في حسم
انا عارف انك قدها
التفتت اليه هذا الرجل الذى وقف الى جواررها فى ازمتها هو وابنته فكانا عوضا لها عن الاهل
تذكرت كيف اودع كل ثقته فيها وساندها لتستعيد نفسها من جديد
ساعدها لتسترد ايلينا القديمة قبل ان يحطمها يوسف البدرى
رأت الخطړ بالفعل محدق بالجميع وهى بيدها ان تدفع كل ذلك عنهم
ان تدفع احمد ليسافر لتلقى العلاج وان تحمى ملك واخويها من اسامة وامثاله
هي تثق فى احمد عزام ثقة عمياء
تثق انه لن يجبرها على اى وضع
لاحت صورة يوسف البدرى امامها لتبرق عيناها بوميض غريب فربما كانت تلك هى ضړبتها الاولى
هو لن يعرف ان كان هذا الزواج صوريا ام حقيقيا فقط سيعرف انها اقترنت برجل غيره اصبح له الحق فى جسدها وروحها ولخياله ان يرسم لهما كل المشاهد الموجعه لقلب عاشق بتملك كقلبه استيقظت على صوت احمد في انتظار اجابتها
ها يا ايلينا
ابتسمت ابتسامة واسعة وهي تجيبه
موافقة يا احمد بيه
الفصل التاسع والعشرون
ترجل يوسف من سيارته وأغلقها في هدوء بينما يدلك عنقه فى ارهاق
تنهد بابتسامة حالمة وهو ينظر الى المنزل الصغير بحديقة القصر والذي اقامت فيه ايلينا قبل زواجهما دون وعى منه اخذه الحنين اليه فسحبته قدماه دون ادنى اعتراض منهما
هنا اعترف كلاهما بحبه للاخر
هنا اخذها بين ذراعيه لأول مرة ليتواعدا على الحب والبقاء معا الى النهاية
ارتمى على الأريكة وهو يتذكر هذا المشهد البعيد الذى بكت فيه بين يديه وهو يعترف لها بحبه ويحضها هى الاخرى على الاعتراف بمشاعرها
شبك انامله وهو يتذكر كيف ضمھا اليه بكل حنان العالم واخذ اول جرعاته من عبقها الذى ادمنه بعد ذلك ولازال يعانى من اعراض انسحابه
اين ذهبت
لماذا تختار دائما العقاپ الاكثر قسۏة على قلبه الفراق
اخرج هاتفه ليطالع عدة صور جمعتهما سويا ليشعر ان تلك السنوات التى مرت وكأنها لم تمر
لا يعرف كيف ولكن لديه يقين انه سيفتح عينيه ذات يوم ليجدها نائمة الى جواره متناسيين معا كل ما حدث رن هاتفه برقم غير مدرج على جهات الاتصال لديه ففتح المكالمة ولم يصدق ما سمع
أهو حقا صوتها ام ان خياله قد وصل به حد الجنون فأصبح يهذى بها فى يقظته مثلما لاتفارق احلامه
هتف بكل لوعة وشوق وترقب
ايلينا
جاءه صوتها الذى حاولت اضفاء التماسك عليه
ازيك يا يوسف
نهض من مكانه وهتف فى الم
مش كويس ابدا انتى فين ايلينا
لم تبال به وهي تقول في نشوى واضحة
مش هتباركلي انا اتجوزت
وكأن العالم كله قد توقف فى تلك اللحظة
وكأن حواسه بأكملها قد تحولت فقط لحاسة السمع
هي تكذب او تهذي أو
قبض على الهاتف بقوة يتمتم في صدمة
انتى قولتى ايه
عادت لتكرر جملتها
اتج
قاطعها فى حدة
يكفيه أول حروف الكلمة ليدرك أن سمعه لم يخونه ليس في حاجة لتلوث سمعه بالجملة كاملة
انتى بتقولى ايه انتى كدابة ازاى تتجوزى حد تانى وانتي مراتي
ردت فى برود
فوق من أوهامك دي بقا انا طليقتك مش مراتك انا دلوقتى بقيت على ذمة راجل تانى
وضع يده على صدره ومال الى الامام وهو يشعر ان انفاسه تؤلمه
يشعر أن الهواء قد اصبح أنصال حادة تمزق صدره هتف بأكبر قدر من قوة متبقية لديه
ھقتلك يا ايلينا لو فعلا عملتيها ھقتلك
اغلقت الخط فتهالك على مقعد قريب وقد تعرق بشدة وكأنه لتوه قد انهى مباراة للمصارعة الحرة
فك رباط عنقه بيده المرتعدة وهو يحاول التنفس بينما يعيد الاتصال بهذا الرقم من جديد ليجده مغلقا
عاود الكرة مرات والنتيجة نفسها
ألقى الهاتف أرضا بقوة محطما اياه الى اشلاء كأنه يعاقبه على تلك السمۏم التى نقلها الى اذنه مسح وجهه وهو يردد فى صدمة
مستحيل مستحيل دى بتكدب عليا مستحيل تقدر تسلم نفسها لراجل تانى ايلينا متعملش فيا كدة
امسك جبينه بسبابته وابهامه وهو يترنح كالطائر الذبيح متخيلا اياها بين ذراعى رجل اخر
لا لن يحدث
لا يمكنها ان تسمح لغيره ان يشم عبيرها او ان تداعب اصابعه شعرها الغجرى
لا يمكنها ان تريح رأسها على صدر رجل اخر وتنام على صوت دقات قلب ليس بقلبه
ارتمى ارضا وهو يفكر هل بالفعل ارادت عقابه هذه المرة بتلك القسۏة
يعرف انه المۏت بعينه لكليهما فهل بلغ بها الاڼتقام ذروته لتقتل نفسها من أجل أن تؤذيه
تأوه پصرخة عالية وهو ينهض مجددا بينما تدق كل معاول العالم رأسه
أمسك جبينه بسبابته وابهامه وضغطه بقوة
هز رأسه پعنف واتجه الى الحائط ليطرقه به عدة مرات ربما يهون هذا قليلا من المه او يسلو به عنه
لم يشعر بعدها بشيء
ارتمى على أريكة قريبة ولم يعرف بعدها كم مر من الوقت
شعر بأنامل رقيقة تتحرك على وجنته
لاحت الذكرى
متابعة القراءة