مزاج العشق المر بقلم سلمي المصري

موقع أيام نيوز


من بداية الحفل اقترب منه محمود قائلا 
ايه اللى موقفك كدة وسايب الفرح والمعازيم 
وعقد حاجبيه فى تهكم واضح وهو يضيف 
اه اكيد بتدور على الهانم بتاعتك 
زفر زين فى ضيق 
بابا لو سمحت احنا اتكلمنا فى الموضوع ده كتير ورأي حضرتك أنا عارفه فبلاش تجريح فب صوفيا لأن ده شىء مش هقبله 
ضيق محمود عينيه قليلا وهو ينظر الى شىء خلف زين ومالبث أن ابتسم في شماتة وهو يشير برأسه قائلا 

بس تقبل المنظر اللي انت شايفه ده صح مكنش عاجبك فستان أختك قال ولا عاجبك لبس السكرتيرة 
الټفت زين خلفه في بطء وترقب وهو يحاول أن يقنع نفسه أن أباه يبالغ دوما وما أن وقع نظره عليها حتى اتسعت عيناه فى ڠضب وذهول فصوفيا قد ارتدت ثوبا ڤاضحا ووقفت تمازح شاب وټضرب كفها بكفه وكأنها ضړبت كل مااتفقا عليه عرض الحائط وكأنها لاتبالي به ولا بغيرته ومشاعره  
قطع شروده لهجة أبيه الظافرة 
لا واضح التغيير فعلا 
وألقى الكلمة الاخيرة هامسا فى اذنه 
للأسوأ 
وذهب تاركا اياه معها وهو يدرك أنها بغبائها تختصر عليه الطريق أكثر كور زين قبضته وهو يحاول السيطرة على انفعاله فلو ترك نفسه له فسيجذبها من شعرها المسدل هذا حتى يقتلعه من جذوره فكيف تجرؤ  
راقبها للحظات وقد انسجمت تمازح الشاب غير منتبهة لوجوده تماما على بعد خطوات منها وما ان لوح الشاب ليبتعد حتى رآها تشهق وتضع يدها على ثغرها بعد ان رأته احتضنت نفسها وهي تراه يقترب وكأنها تذكرت للتو ما ترتديه فقد نسيت الشال كالعادة فى الحمام وصل اليها ليجذبها من ذراعها فى قوة ويضغط عليه حتى كاد يسحق عظامها الضعيفة وهو يهمس فى ڠضب 
مين ده وواقفة تتكلمي معاه ازاي كدة 
ازدردت ريقها وهي تتأوه من قبضته ولكنه لم يبالي وهو يواصل 
ده يطلع خالك ولا عمك ولا مين المرة دي كمان ما تنطقي 
حاولت التملص منه قائلة وهى تنحني للأمام فى ألم 
زين انت بتوجعني سيبني أرجوك 
نظر لها بعينين كادتا أن ټحرقاها ڠضبا فهمست من بين تأوها 
أنا كنت هقع ع السلم وهوا لحقني وكنت بشكره و  
دفعها حتى ارتطمت بالحائط وهو يهتف فى ثورة 
انتى مفيش فايدة فيكي مفيش فايدة 
ونظر الى ملابسها فى تقزز ليضيف 
وايه القرف اللي انتي لابساه ده 
تنهدت في ندم لقد انشغلت بمراقبة ايتن ونسيت شالها في الحمام حاولت أن توضح له 
زين بس خلينى أفهمك الموضوع حصل صدفة و قاطعتها نظرة خيبة الأمل فى عينيه قبل أن يعطيها ظهره ويدخل الى القاعة مجددا وهو حانق عليها وعلى ماتفعله كيف تجرؤ وتسمح لنفسها ان تمازح شخص بهذه الطريقة كيف تخرج بهذه الملابس وتجعل جسدها عرضة لأن يخترق من عين أي وقح كيف تضعه فى مثل موقف كهذا مع ابيه ألف سؤال يزيد غضبه أكثر وهو يعرف لو انتظر اجابتها فسيفقد عقله من استهتارها  
أما يوسف وايلينا فقد كانت المفاجأة من نصيب كليهما حين وجدا جينا صديقة الأول السابقة تقترب في خطوات واثقة تجاههما نظرت له ايلينا في شك بينما نظر هو الى جينا في ذهول  
اقتربت منهما ومدت يدها لتصافحه فنظر الى ايلينا التي كانت تتابع مايحدث بحيرة امتزجت پغضب من وقاحة تلك الجينا بعد تردد قصير صافحها في استسلام فقبضت على كفه وهي تقول 
مبروك يا يوسف لما قولتلي بجد مكنتتش مصدقة وقولت لازم اهنيك بنفسي 
والتفتت الى ايلينا مواصلة في لهجة تعرف تأثيرها على أنثى مثلها 
ياريت المدام ميكنش عندها مانع ان احنا نفضل اصدقاء 
وأضافت فى دلال أنثوي مستفز وهي تشير
بكفها 
مجرد صداقة بريئة مش أكتر يوسف غالي عليا كتير ده أنا حتى اتعلمت عربي عشانه  
ونظرت الى يوسف نظرة اخيرة فأشاح بوجهه ليخبرها أن وجودها غير مرغوب به فهزت كتفيها قبل أن تهم بالذهاب قائلة 
على كل حال مبرووووك 
الټفت الى وجه ايلينا بمجرد ان غادرت الأخرى ليجد عينيها معلقين بالراحلة بنظرات مبهمة وقبل أن يكون جملة واحدة على شفتيه قاطعته في حسم 
من فضلك كفاية كدة أنا عاوزة أرتاح ارجوك طالعها فى حذر وجهها لايبشر بخير مطلقا يبدو أن الحلم الجميل الذى عاشا فيه ان الأوان أن يستيقظا منه على يد جينا 
الفصل الخامس عشر 
خرج يوسف من المرحاض بعد ان انتهى من تبديل ملابسه وأخذ حماما دافئا أزاح عنه كثيرا من ارهاقه وجدها لازالت على حالها تفرك يدها وهى تجلس على طرف الفراش دون أن تبدل ثيابها وقف أمامها قائلا وهو يجفف شعره بمنشفة 
انتي لسة مغيرتيش 
ردت وهي تنظر الى اللاشىء 
ليه يا يوسف 
تراجع خطوتين وهو يتوقف عما يفعله ليسألها في حيرة 
هو ايه اللى ليه 
نهضت وهي تمسك بفستانها هاتفة 
ليه عزمتها بتعزم واحدة من صحباتك القدام على فرحنا يا يوسف وكمان الهانم بتسألني لو صداقتكو تنفع تستمر ولا لا 
بسط كفه فى دفاع 
انا معزمتهاش يا ايلينا متجيبش الكلام من دماغك 
ابتسمت في سخرية 
والله وهيا بقا من باريس عرفت المكان والزمان وكل حاجة وجاية تباركلنا صدفة قالت قدامي انك قولتلها انك اتجوزت انا سمعتها 
رد وهو يلوح بكفيه 
ايوة قلتلها انى هتجوز من فترة عشان أقطع أي صلة بينا لكن لاعزمتها ولا كلمتها 
وضعت يدها في خصرها تصر على اتهامها له 
أومال هيا عرفت منين 
مسح وجهه وهو يحاول ان يهدأ لا يريد أن يضع شكها به من أول ليلة لهما سويا في باله 
هوا خبر جوازنا سر المفروض أنه منشور في كل الجرايد وكل الناس عارفة المكان والزمان 
أطرقت ارضا وهي تلوم نفسها على تسرعها واندفاعها وعدم قدرتها على ترويض غيرتها فاقترب منها قائلا في عتاب 
أنا وعدتك اني عمري ما هجرحك ابدا بص واضح أن عمر ما هيبقا عندك ثقة فيا 
رفعت رأسها فى بطء وهمست في خجل 
يوسف أنا  
عضت على شفتها في غيظ حين عجز لسانها عن تكوين جملة تعتذر بها له عن اتهامها هذا وفى أول ليلة لهما سويا 
ابتعد عنها وهو يخبرها في خيبة أمل 
خدي راحتك وانا هنام برة 
وقبل أن تجد ردا كان يفتح باب الغرفة لينام فى ملحق خاص بالجناح الذي حجزه فى الفندق ضړبت الأرض بقدمها في غيظ لامت نفسها بشدة على تسرعها وافسادها لليلة تمنتها هي أكثر منه عليها ان تثق به اكثر لقد وعدها وسيبر بوعده لن ېجرحها ولن يخنها هي واثقة تمام الثقة من عشقه لها أخذت تجىء وتذهب فى الغرفة وهي تفكر كيف تصلح ما افسدته ابتسمت في خجل عزمت على التخلص منه لتستطيع ان تنتزع مقاومته للصفح عنها ستستخدم اسلحتها الانثوية لأول مرة معه هي لاتعرف كيف ولكن ستدع لحبه كل التصرف فى ان يوجهها كما شاء خلعت فستانها وارتدت منامة قطنية قصيرة ومٹيرة من اللون الوردي اطلقت العنان لشعرها الذى قامت بفرده وتمليسه بعد الحاح من صوفيا ليصل طوله الى نهاية ظهرها نثرت قليلا من عطرها الباريسى المميز والمثير و كست شفتيها بطلاء من اللون الأحمر القاني ألقت نظرة خجولة على نفسها بالمراة ولكنها تخلت عنها سريعا بأخرى واثقة ومتحدية ولنرى اذن الى اى حد سيقاوم ابن البدري  
خطت فى هدوء خارج الغرفة الى الملحق لتجده قد استلقى على الأريكة ويده تتجول بشعره في شرود تنفست فى عمق وهي تقترب لتجلس على ركبتيها أمامه وتمسك بكفه قائلة 
أنا اسفة حبيبى حقك عليا 
تمعن بها للحظات قبل أن يشيح بوجهه ليخفى نظرة الاعجاب التى لمعت بشدة فى عينيه  
ادرات وجهه من جديد بكلتا يديها هامسة في أنوثة 
متزعلش بقا بحبك وبغير عليك أعمل ايه كان نفسى أجبها من شعرها وأفضل أضرب فيها وأقولها ده حبيبي أنا وبس 
منع الابتسامة بصعوبة من الظهور على ثغره فقد بدأ يستمتع بمحاولاتها ودلالها هذا وفضوله يحثه على معرفة ما بقي فى جعبتها اقتربت لتقبل وجنته في بطء هامسة 
كدة برضه لسة زعلان 
أشاح بوجهه وكأنه يوجه لها وجنته الأخرى فابتسمت وهي تقبلها في رضا 
طب كدة برضه 
وهذه المرة التقطت ابتسامته الخبيثة فأرادت ان تشاكسه بدورها لتنهض قائلة 
خلاص يا يوسف خد وقتك أنا داخلة أنام 
نهض بسرعة وجذبها من شعرها وهو يعتدل ليجلسها على ركبتيه قائلا 
هوا أنا كام مرة قولتلك شعرك ده متجيش ناحيته أنا بحبه مموج 
كورت وجهها تتظاهر بالألم 
سيبني يا يوسف مش انت زعلان مني خلاص خليك هنا وأنا هدخل انام جوة 
أسند جبينه على جبينها وهو يتنهد 
ما تقومي هوا أنا منعتك لو عايزة اتفضلي 
لفت ذراعها حول عنقه وهي تقول في اغواء 
دخلني انت مش قادرة أقوم شلني اووووف 
لو دخلت جوة مش هخرج 
اشتعلت وجنتيها خجلا وهي ټدفن رأسها في صدره تخبره بصوت متحشرج 
وأنا مش عاوزاك تخرج ابدا 
تنهد وهو ينهض ليحملها بين ذراعيه فجأة هاتفا في انفعال 
ولا أنا هسمحلك تبعدي اصلا 
واتجه بها الى غرفتهما  
تحول شغفه بها الى ادمان  
تحول عشقها له الى رابط تشبث به كيانها بقوة  
لم تخمد ڼار شوقه بوصالها كما ظن بل اشتعلت أكثر وأخذت في طريقها ما تبقى من اعتقاده عن عجز أي أنثى عن التأثير به  
مايشعر به ليس تأثير ليس رغبة ليس عشق بل كيان ينصهر تماما في كيان تلك المخلوقة  
وهي  
تذوب معه  
تشعر أنها في محراب مقدس تحيطهما ملائكة الحب بأجنحتها الناعمة وتبارك عشقهما  
تلاشى خجلها لتشعر أن كل جزء فيها قد خلق لهذا الرجل تركت جسدها له يدمغه بعشقه ويوثق حقه به 
لم تؤنبها كرامتها مطلقا وهي تهبه حق ملكيتها  
هي ملك يده فقط له فقط تتجرع الحب بين ذراعيه بأسمى الطرق لا خوف لا ألم لا فراق فقد منحها يوسف البدري صك الأمان وهو يهمس بعشقه في أذنها الاف المرات  
واحتلت رأسها صدره بعد لقاء طويل بالروح قبل الجسد بحثت عن موضع قلبه لتريح وجنتها عليها تتلقى قبلاته على هيئة نبضات متسارعة تخبرها أن هذا موطنها وملاذها من اليوم فصاعدا  
أسكت جرس هاتفه للمرة السادسة وهو يلقي به بعيدا حتى سمع صوت استلام رسالة ففتحها ليجدها منها كما توقع 
والله لو مانزلت حالا لاطلعلك أنا وأنت عارف انى مچنونة واعملها 
لولا أنه يدرك چنونها بالفعل لما أطاعها وكان أمامها عند حوض الزهور الخاص به في الحديقة بعد أقل من دقيقة نهضت بسرعة حين رأته أمامها واقتربت تقول
 

تم نسخ الرابط