الثلاثة يحبونها
المحتويات
إلى نهاد وهي تعتدل قائلة بجدية
بس مقلتليش عملتى إيه مع رأفت
إبتسمت قائلة فى خجل
عملت بنصيحتك ووافقت..متتخيليش فرحته كانت عاملة إزاي..وقاللى إنه هياخدنى النهاردة عشان نجيب الشبكة..والفرح هيكون آخر الشهر بإذن الله.
قالت شروق بسعادة
بجد.. ألف مبروك يانهاد.
إبتسمت نهاد قائلة
الله يبارك فيكى..عقبال ما نفرح بالنونو بتاعك.
يارب يانهاد.. يارب.
قالت نهاد بإبتسامة
وإنتى عاملة إيه دلوقتى مع مراد ياشروق
إرتسمت على شفتي شروق إبتسامة حالمة..وهي تقول
مش قادرة أوصفلك حنيته معايا وحبه اللى بقى مغرقنى فيه..بيتصل بية كل شوية عشان يطمن علية وقبل ما يقفل يقولى بحبك..بحبك ياشروق..يااه لو يعرف أد إيه إستنيت الكلمة دى وإيه اللى بتعمله فية لما بسمعها..أنا عايشة حلم يانهاد..حلم بتمنى مصحاش منه أبدا.
بتقرصينى ليه بس
قالت نهاد فى مزاح
عشان تعرفى إنه مش حلم ياشروق وإنه حقيقة.
قالت شروق بغيظ
تصدقى إنك بايخة..خرجتينى من المود..وأنا كنت لسة هبدأ أوصف الجنة اللى أنا عايشة فيها معاه..فصلتينى يافصيلة.
تعالت ضحكات
نهاد وهي تقول من بين ضحكاتها
جنة إيه ياشروق..إنتى لحقتى..طول عمرك أوووفر.
نظرت بشرى بإشمئزاز إلى هذا المبنى القديم والذى يوجد به سلاحھا القاټل لرحمة..ترغب فى العودة من حيث أتت..ولكن رغبتها الشديدة فى إزاحة رحمة عن طريقها..دفعتها للدلوف إليه..لتقف أمامه وتطرق بابه..لم يجبها أحد..كادت أن تطرق بابه مجددا ..لينفتح الباب فى تلك اللحظة ويظهر على عتبته سيدة فى الخمسينات من عمرها ..تأملتها بشرى لتدرك أنه رغم ملابسها البالية إلا أن تلك الملابس لم تقلل أبدا من جمالها..جمالا لم تأخذ منه السنون كثيرا..لتنظر تلك السيدة إلى بشرى وهي تعقد حاجبيها..قائلة
إبتسمت بشرى قائلة وعيونها تلمع خبثا
أنا بشرى..بشرى الدرملى.
لتتسع عينا تلك السيدة فى دهشة وتزداد إبتسامة بشرى....خبثا.
الفصل الرابع والعشرون
تأملت بشرى ملامح تلك السيدة جيدا تلاحظ هذا التشابه بينها وبين غريمتها..لتدرك سر كره الجد هاشم لرحمة فهي تذكره بمن خانت إبنه وقضت عليه كلية..بينما تأملتها تلك السيدة بدورها ..لتقطع حاجز الصمت وهي ترفع حاجبها الأيسر قائلة
إبتسمت بشرى قائلة بثقة
يشرفنى إنى أبقى شبه ماما فى الشكل لكن مختلفة فى الطبع يابهيرة..لإنى لو كنت طلعت زيها..كنت مخدتش حقى وضاع زي ماهي ضاع حقها..لكن بابا عرف ياخد حقه كله.
جلست بهيرة وهي تضع قدما على قدم تخالف حركتها تلك مظهر ملبسها البالي..وهيئة منزلها المتواضعة جدا..وهي تقول
وفى الآخر ضيعه على القماړ وماټ فى حاډثة عربية.
نظرت إليها بشرى شذرا ثم تجاهلتها تماما وهي تنظر إلى أركان المنزل وأثاثه البالي..لتدرك وضع بهيرة المالى بكل سهولة..لاحظت بهيرة نظراتها لتقول بسخرية
عفش البيت مش عاجبك
صحأعمل إيه بقى..ماهو لو كان خالك كتبلى حاجة بإسمى قبل مايموت..كنت عرفت أشترى بيت حلو فى حتة راقية.
نظرت إليها بشرى قائلة بسخرية
كنت عايزة تخونى خالى وتهربى مع السواق ويكتبلك كمان أملاك بإسمك..تؤ تؤ تؤ..كنتى فاكراكى أعقل من كدة.
إبتسمت بهيرة ببرود وهي تنظر إلى عيون بشرى مباشرة قائلة
الحال من بعضه يابشرى..قوليلى بقى إتجوزتى مين فى ولاد خالكومستنية منه إيه
نظرت إليها بشرى بإضطراب لم يدم سوى ثانية ولكنه كان كافيا لتلاحظه بهيرة..لتتمالك بشرى نفسها قائلة
أنا عمرى ماهبقى زيك يابهيرة..إنتى لعبتيها غلط..وخسرتى كل حاجة فى النهاية..أنا بقى بلعبها صح..وبكرة تشوفى إن أنا اللى هكسب فى الآخر.
زفرت بهيرة قائلة فى ملل
إختصرى يابنت رباب .وقولى جايالى ليه وعايزة منى إيه
قال بشرى فى هدوء
رحمة.
إعتدلت بهيرة قائلة بلهفة
سألت عنىعايزانىطلبت أرجعلها..طيب مجتش معاكى ليه
إبتسمت بشرى بسخرية قائلة
رحمة مين اللى تيجى معايا..رحمة أصلا مش طايقة تسمع إسمك..عملتك السودة أثرت على حياتها عمر بحاله.. وخليتها منبوذة من الكل..معتقدش حتى إنها حابة تشوفك.
ظهرت خيبة الأمل على وجه بهيرة لتتخلى عنها فى ثوانى وهي تعود لتضع قدما فوق الأخرى وهي تقول ببرود
أمال إيه اللى جابك يابشرى..وياريت تتكلمى علطول من غير لف ولا دوران.
جلست بشرى قائلة فى هدوء
الموضوع مصلحة هتطلعى منها بمبلغ محترم..هيعيشك عمر بحاله مرتاحة ومش محتاجة لحد.
نظرت إليها بهيرة وقد بدا على ملامحها الإهتمام قائلة
مصلحة إيه دى
إلتمعت عيون بشرى بخبث وهي تقول
مصلحة هنضرب بيها عصفورين بحجر واحد وأنا واثقة إنك مش هتطلعى منها خسرانة...أبدا.
كانت رحمة تهدهد هاشم ..تشعر به كما لو كان طفلها هي كما قال يحيي..نعم تمنت لو أنجبت طفلا من يحيي يحمل قطعة منها ومنه..ولكنها إرادة الله ..إرادته أن لا تنجب أطفالا..لكنه عوضها عن حرمانها من الإنجاب بهاشم..ذلك الطفل الذى تعشقه وتشعر به كما لو كان لها تماما..قبلته فى رأسه بحنان فضحك ضحكة خاڤتة إبتسمت على إثرها..لتدندن له بكلمات أغنيتها المفضلة قائلة
ماما زمانها جاية ..جاية بعد شوية جايبة لعب وحاجات.
تذكرت أختها فى تلك اللحظة لتترحم عليها فى سرها وتعدها ان تكون أما حقيقية لطفلها بينما تتذكر كلمات تلك الأغنية التى ترجعها لطفولتها..تلك الأغنية
متابعة القراءة