المنبوذ

موقع أيام نيوز

الفصل الأول بقلم سارة المهدي
الفصل الأول
مريم فتاة جميلة الروح طيبة القلب بريئة ذات كبرياء وكرامة لا تعلم لماذا تغير شكلها! فهي 
تجلس سوسن على الأريكة في غرفة المعيشة تشاهد مسلسلها المفضل صاحت بأعلى صوتها
أنت يا مريم الزفت.. تعالي انشري الغسيل.
تقف مريم أمام المرآة تمشط شعرها الطويل
ضحكت سوسن بسخرية

شعرك! الحاجة الوحيدة الل حلوة فيك غير كدة شكلك يقطع الخميرة من البيت قبل ما أنسى 
زفرت مريم بحنق
لييه كدة يا ماما.. ربنا يسامحك.
لوحت سوسن بذراعها نحو الشرفة
كفاية بلطمة.. أدخلي البلكونة انشري الغسيل.
دلفت مريم للشرفة وهي تدمع من معاملة أمها لها لا تدري ماذا فعلت حتى تعامل هكذا! لماذا 
ظلت سوسن تنادي على ابنتها ماهيتاب حتى جاءت وهى تتثاءب بكسل
صباح الخير يا ماما.
ابتسمت سوسن لها وهي تشير نحو الشرفة
جلست ماهيتاب بجوار أمها تستند برأسها على كتفها
فين أبوكم يا بنات
خرجت مريم من الشرفة وهي تتنهد بتعب
الحمد لله.. خلصت نشر الغسيل بابا عند عمي عمر.
أردفت سوسن بتهكم وهي تهز رأسها باستنكار
راضي يتجوز ليه بعد المرحومة مراته! أنا حاسة أنه بقى ضرتي مش أخو جوزي. 
أجابتها ماهيتاب معللة تصرف أبيها
ما أنت عارفة يا ماما ابنه زياد من ساعة ما سافر أمريكا وهو بقى وحيد ف بابا بيونس
وحدته ويلعب شطرنج معه. 
ماما أنا نازلة اشتري الخضار محتاجة حاجة ثانية اشتريها من تحت 
لا بس ما تتأخري.
.. نظرت مريم نحو أمها وهي تمسد على رأس أختها ماهيتاب شعرت بنيران مستعرة تأكلها من الداخل متمتمة بصوت غير مسموع
شكلي أنا بنت البطة السوداء هي دي أمي ولا أنا لقيطة لقيوني جنب الجامع! حاجة تقرف..
عند نزول مريم من المصعد وهي تهمهم بضيق لم تنتبه أمامها لقد صدمت بشاب وسيم جميل الوجه ذو رائحة عطرة طويل القامة أبيض البشرة ذو عينين زرقاء كموج البحر شعرت 
لا ولا حاجة عن أذنك.
قامت مريم بالهرولة خارج العمارة السكنية بأقصى سرعة لديها حيث كان قلبها يقرع
توارت مريم خلف أحد الأشجار وهي تلتقط أنفاسها الهاربة عنفت ذاتها متمتمة
أزيك يا مريم ماما عاملة أية هو أنت في السوق لوحدك
أجابتها مريم وهي تبتسم لها في مجاملة
الحمد لله يا طنط كلنا بخير أيوه لوحدي بشتري شوية خضار. 
نظرت لها الجارة بتفحص كأنها تعاين بضاعة ما 
هو مفيش أخبار حلوة ولا أية! مش ناوية تتخطبي! 
تأففت مريم وهي تحاول رسم ابتسامة على محياها
امم.. طيب ربنا يكرمك بابن الحلال الل يسعدك ويهنئك.. أسيبك أنا تتسوقي براحتك ابقي سلمي ليا على مامتك.
لم تخط مريم خطوتان حتى رأت صديقتها تسنيم أمامها همهمت في ضيق
هو في أية! النهار ده يوم المقابلات العالمي!
مدت مريم راحة يدها بابتسامة
أزيك يا تسنيم عاملة أية
تفاجأت تسنيم بوجود مريم قائلة بصوت مندهش
مش بخرج من البيت والله.. زي ما أنت شايفة آخري السوق وبعدين أروح بيتنا لغاية لما هتخلل من كثر قاعدة البيت. 
تذكرت تسنيم شيء ما قائلة بلهفة 
بقولك أية.. المدرسة
الل بشتغل فيها طالبين مدرسة موسيقى ما تقدمي فيها هي بنظام الحصة.. أصلها مدرسة انترناشونال أنت شاطرة من يومك وصوتك جميل جدا ها أية رأيك 
شعرت مريم بالسعادة
بجد! أنا هقول لبابا واتصل بيك.
نظرت سوسن پغضب تجاه مريم وهي تغلق باب الشقة خلفها
أخيرا ست الحسن والجمال شرفت من السوق كل ده تأخير!
مسحت مريم حبات العرق من جبينها لقد كان الطقس حار جدا بالخارج
السوق كان زحمة جدا.
أردفت سوسن باستنكار
ليه أم فاروق راحت فين كنت اشتريت منها.
اسندت مريم حقيبة التسوق بجوار الحائط
لاحظ أبيها منصور أن ابنته تتصبب عرقا بالكاد تستطيع الوقوف من التعب
اقعدي ارتاحي يا مريم شكلك مجهد من مشوار السوق ده النهار ده حر أوي.

تم نسخ الرابط